الحكومة قد تتقشف بالنفقات والخدمات أما الوجدان الذي يعلو فوق حروف جر الدم والدمعات والانكسارات والانهدامات والخيانات وحده الكفيل برفع فعل الحياة إلى الحركات وتفادي الكسرات. في وقت الدم لا يمكن للوجدان الوطني أن يتقشف بالحب ومساعي الأحباب والحبيبات من جميع الفئات من يقدر على درء خطر النزف غير الحب الكبير والمحبين الكبار؟!
ولا يوجد دم من «الباله» أو عن «البسطة» ودم «ماركات» وبعلامات وبلا علامات، الدم نسيج وجد وطني واحد في جميع الجهات وفي العائلات والمدنيين والمدنيات والقرويين والقرويات.. وطن ينسج عباءة دمه بأحرف العيون وحبر الأوردة.
وحين يقول الدم كلمة لا يكرر أو يعيد توضيحها لأن لغة الدم أوضح اللغات وثقافة الدم الوطني تعلم الثقافة والبلاغة ما ليس بإمكان الكلمات.. وطن تؤلف أعماله الكاملة الجراحات والتضحيات لا تقتله التفجيرات ولا تحيا به الكراهيات رغم مالديها من دعم وتمويل وهبات.
الدم كلمة حق وفصل رغم أنها أصعب الكلمات وآخر الكلمات وأعلى الدلالات.
كلمة بهذه العزيمة العالية تفتتح البقاء مثل قمر استثنائي.. لا يكتب الدم على الورق والدفاتر ولا يعمل موظفاً عند أحد أو هيئات.
الدم يكتب على ورق الوطن الوطن ويعيد تأليف الوجد والوجدان وعند المنحدرات والأوجاع الكبرى يؤلف السياسيين والسياسات.
دم بكامل النزف والأسى والأسف لكنه يكتب الجميع على ذمة الحب الوطني.. لا يجري تعديلات فارقة على أي موعد من مواعيد الألفة والوفاق رغم كثافة مالديه من مأساة لأن تعديل أو تبديل مواعد الألفة والوفاق أقسى مالديه وأوجع ولهذا يواظب على استقراره وأنفته عن السقوط في تفاهة الفشل كعبقري لا يستسلم لتعب الاكتشافات في عز الفراقات يبتكر صباحاً مديد الوفاق كقامة شمس آمنة.
الخوف حين يصير وطنياً يصير خبرة استثنائية وحذراً بارع الذكاء، وليشرف بنفسه على أداء المحبة بين الأشخاص والجماعات.. وكم يختلف الخوف الذي يقلق من أجل حب الناس عن الخوف الذي يقلق الناس ويهديهم الرعب؟!
خوف وطني من أرقى أنواع الخوف يحمي حب الناس ويزرع في مصائرهم مستقبلاً بصيراً وآتياً حنوناً ومحباً وهذا الخوف الوطني لا يكفيه أنه يحمي الحب والناس ويستكين بل عليه أن يدرأ عن الدم لعنة مال النفط العربي المغترب والخائن والقاتل وعلى الدم أيضاً أن يمنح الزمن البصر والبصيرة قبل تعميم العمر والهوان.
آبار وآبار يحميها جهل وخيانات على كل المستويات ومن مختلف المقاسات والقياسات، وهذا الجهل السارح والبطر يقتل الحضارة ويدعم الموت ويمول زمناً مشرداً بلا بصيرة أو بصر.. وقت أميركي للعميان ويوزع العميان والإذعان ويتآمر على الأمان ويقتلع من الزمان الإنسان ليبقى كفراغ موحش بغبار وجدران وجرذان؟
نفط عربي يبيع الموت العربي على «بسطات» الوهم والعفونة والتعاسات ويقتل زمناً عربياً من الوريد إلى الوريد أو يحاول.
محاولات نفطية غادرة ولئيمة تريد جر الزمن إلى وحل القتل والشتات وألعن الخوف وأتفه الانحطاط.
لا يوجد في تاريخ الانحطاط البشري انحطاط أحط من زمن أميركي وغربي أوروبي يمسك بخناق زمن عربي كما يمسك الخناق برقاب الدجاج.
وهل حراس النفط أفضل حالاً ومالاً من دجاجات تجيد الخنق والاختناق والخناق وفقط؟
انحطاط يوزع الانحطاط ويعطيه المال مثل خيانة تعطي خيانة أخرى شهادة حسن حال.
الدم العربي لا يشبه دجاجات النفط ونواطير خراب الانحطاط العربي بشيء.
«أمركة الانحطاط» هذا ما تفعله همجية القتل المتعاونة مع همجية الجهل والمال همجية تمعن في سفك أي دم وعقل وإنسان.
مال وجهل وبشاعات والدم بمفرده يقص على الوجدان العربي قصة الغربة والخوف من داء الانحطاط الشائع والدم المفرد يستقصي بحثاً عن زمن بلا كامل الانحطاط ليتعاطى معه ويتلاقى كما يتلاقى عشاق وعاشقات وراء حائط الليل أو على مرأى من قمر.
دم فاعل وفعل رغم سوء ظرف المكان والزمان.. ولهذا لابد أن يشتق ظروفاً لاحقة أفضل من الانحطاط وأحسن ودماً إثر دم يتعالى الوقت على انحطاط دجاجات النفط ونواطير المال الحرام وينقضي وقت الدجاج والخناق والانحطاط ويحين وقت الدم العربي الذي بعافيته..
الدم السوري واحد من أبناء عائلة الدم العربي المغرر به أحياناً والمغدور أحياناً والمتهم.. ولولا أنه تسلح بصباح حب أساسي لكان اليوم مهزوماً أمام عتمة مال النفط واختناقات النواطير المختنقين من كثرة الرداءة والذل والكراهيات المأجورة والمأمورة.
يكرهون بأمر ومن يكره بأمر لا يعرف أن يحب.. يستمر في مهنة الكره ولعنات العتمة التي يتقوى بها كالورق المقوى الذي يطرأ عليه البلل فيصير إلى الخلل.
المجد الذي يبنيه إنسان الحب الأساسي لا يهرم.. ويبقى بعون أقدار المحبة يؤسس لولادة أزمنة رديفة واحتياطية تعين الزمن العادي على مصيره وتطوير حاله وبهائه فيكون زمن السوريين على عتبة أنسنة راقية وتحالفات وجدانية تهزم الأزمات والانحطاط وشلل الوقت والعراء.