وإلا كيف نفسر سلوك بعض الشهداء قبل رحيلهم.. فالشهيد البطل المساعد أول وائل محمد غصن استعجل بالانتقال إلى منزله الجديد قبل 3 أشهر من استشهاده وقالت زوجته السيدة رشا الشمالي كان وائل يتحدث كثيراً عن الشهادة ومنذ بداية الأحداث في سورية كان يقول لي لا تبكي ولاتصرخي إذا بلغك خبر استشهادي وقد نقلنا إلى هذا المنزل بســــرعة وكـــان يقول أريد أن أطمئن عليكم ولم يكن يذهب إلى عمله إلا بعد أن يوقظ ابنتيه سالي ونتالي ويودعهما ويقبلهما ويداعبهما ويقول لي قولي لهم أن أباهم استشهد فداء لسورية قبل يوم من استشهاده لم يكن طبيعياً ، فقد كان حنوناً جداً والابتسامة لم تفارق وجهه وقد أخـــذت ســـالي 6 علامات بالإملاء
وكان بالعادة ينزعج ويعصـــب ويوبخها إذا نقصت علامة واحدة ولكن هذه المرة لم يعصب بل قال لها هذه آخر مرة وكان عندما يرى كيف يتم زف الشهداء على شــاشة التلفزيــون يقول لي ما أحلى الشهادة والله لا يعطيها إلا لمن يستحقها والحمد لله اســـتشهد ورفـــع رأسنا.
وما يحز بنفسي أنه استشهد وأنا حامل ولكني أعاهده وأعاهد الله أن أربي أولادنا أحسن تربية، لأن وائل كان رائعاً بكل المقاييس وهو بطل حقيقي ولو لم يأخذه الخونة غدراً لما قدروا عليه لقد كان محباً لعمله ولرفاقه ولأسرته ولأهله..
وقالت ابنته سالي: بابا بالجنة وسأدرس كي يرضى عني.
والشــهيد البطل وائل غصـــن مــن مواليد صبورة عام 1971 متزوج ولديــه ابنتان سالي 6 سنوات ونتالي 4 سنوات وقد اســتشهد مع عـــدد من رفاقه وهــم فــــي طريقهم إلى عملهم بكمين غادر على الطريــــق العام.