تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التصعيد مستمر

نافذة على حدث
الخميس 12-1-2012
حسن حسن

الاستحقاقات التي تواجهها سورية هي غاية في الأهمية، والمطالب التي تراكمت دفعة واحدة، سواء ممن يسمون أنفسهم بالمعارضة وينشطون تحت المظلة الأميركية- التركية- الإسرائيلية، أو السائرون

في ركب المؤامرة عربياً وأوروبياً، قد أظهرت أن الغاية هي الضغط على سورية لتغيير نهجها المقاوم لمشاريع الهيمنة والداعم لنهج المقاومة، كذلك ترجمت الحملات الإعلامية النيات المبيتة عند أصحاب مشروع المؤامرة، إضافة لتنوع الأعمال الإرهابية التي أمعنت في الإجرام بحق عناصر الجيش وحفظ النظام، وطالت الممتلكات العامة والخاصة، فأكدت أن الهدف ليس الإصلاح، وإنما تفتيت سورية وتقسيمها وإشعال نار الطائفية فيها، من خلال فتاوى الإجرام التي يطالعنا بها بعض أدعياء الدين الذين يطلون عبربعض الفضائيات كالشياطين.‏

وإذا ماتوقفنا عند مُنظر الحرب الليبية برنار هنري ليفي، فلن نتفاجأ بقوله: إن الحرب التي ينفذها «الناتو الصغير» وتقودها «الدولة الوليدة- قطر» مستمرة على سورية، وهي حرب كما يقرر كبير المحافظين الجدد في البيت الأبيض إليوت ابرامز، بدأت منذ عام 2006، وهو تاريخ مملوء بالمعاني وأبرزها انتصار المقاومة في لبنان وهزيمة الكيان الإسرائيلي، ولهذا فإن المطلوب من الحملة الشعواء التي تتعرض لها سورية هو: إما أن تستسلم سورية للإرادة الأميركية، وإما أن تواجه المزيد من الضغوط الداخلية ذات الأبعاد الخارجية.‏

كذلك، تأتي المبادرات العربية المتعلقة بسورية والتي تقف وراءها «إمارة قطر»، مايعني أن مساعي الجامعة العربية بهذا الخصوص، تهدف إلى «منح شرعية عربية للتدخل الأجنبي» هذا المصطلح، أي التدخل الأجنبي الذي كان تابو (أي من المحرمات) عند بعض المعارضة السورية، بات مقبولاً لديها، وخطورة هذا التوجه تكمن في أنه «هدام بطبعه» وعليه فإن الجامعة العربية تكون قد دمغت نفسها بأن ماتقوم به، وهو ظاهرة غير مسبوقة في الاجتماع السياسي، ليس مبادرة وإنما مؤامرة.‏

أما دول النفط، فإن إرضاء الذات الأميركية بالنسبة لهم إنما يزيد في بقائهم لفترة قليلة بعد أن تمنح أميركا الرضا ثم فترة سماح »تمديد« جديدة للبقاء في عروشهم، واليوم نوظفهم ملوكاً لحساب البيت الأبيض والغرب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية