جميعنا نولد وفي داخلنا شخصياتنا البكر، التي تتشكل بأصابع الوراثة والتربية والبيئة، وحتى الصدمات الكبرى في حياتنا، ثم نأتي بهذا المخطط الكبير المتشابك، كي نقابل به شريكاً آخر، له شخصية أخرى.
ربما يكون هناك توافق, لكن تبقى بعض الخطوط والصفات غير مقبولة وتسبب مشكلات وازعاجات متكررة,وغالباً ما تحاول المرأة جاهدة, تغيير أو تعديل هذه الصفات في الرجل, اعتماداً على قدرتها وتأثيرها عليه.
ولكن للأسف يمضي الوقت دون أن تتمكن من تغييره, فتتنازل عن بعض الصفات والخصال لإحساسها بالضعف, وبقدرة الرجل على استخدام أساليب عديدة لإجبارها على ذلك, خاصة حين يرفع البطاقة الحمراء, مكتوب عليها /أنت طالق/.
وتكتشف أن تغيير بعض الصفات الشخصية والسلوكية في الرجل أمر غاية في الصعوبة, خاصة إذا لم ترغب في تغيير نفسه, فعلم النفس يؤكد أن الإرادة الذاتية في التغيير هي الفيصل الأهم والأخطر, وضرورة قبول الآخر كما هو, وتقبل شخصيته, واحتضان عيوبه والتغاضي عنها, فذلك هو البوابة الأساسية ليحس الرجل بعيوبه.. والحب بمعناه الحقيقي هو القبول غير المشروط للآخرين, لدرجة أن نتعامل مع هذه العيوب بحب حتى تتحول إلى محاسن, والمرونة النفسية في التعامل مع عيوب الرجل, وتلافي الصدامات معه, هي قوة للمرأة لا يستهان بها, خاصة وأن المثالية لم تعد موجودة.
ولنعترف وبواقعية, أننا جميعاً نحتاج للتعايش مع الآخرين رجالاً ونساء بعيداً عن الصور الخيالية والمثاليات.
خاصة وأن معادلة الحياة لاتستوي إلا باثنين يختصران الحياة وتفاصيلها الكاملة.