لذلك يقع في حالة صراع وتناقض مع عاطفته الجياشة وحبه للانطلاق.
العلاقة بين المراهق ومدرسته
نجد المراهقين غالباً ما يفضلون مشاهدة برنامج تلفزيوني مسل أو الجلوس لساعات أمام شاشة الحاسوب، وعلى الشبكة العنكبوتية، وفي مقاهي الانترنت على قضاء عدة ساعات بالدراسة، وتصبح المدرسة بالنسبة لأغلبية المراهقين كأنها كابوس، ما يؤثر على نفسية المراهق وينعكس على علاقاته بمدرسيه وبالإدارة المدرسية فيحاول التمرد عليهم أحياناً لاعتقاده أنهم هم السبب بوجود هذا النظام المدرسي الذي يمنعهم من ممارسة حريتهم.
ويعاني المراهقون من مشكلات مدرسية عديدة، منها ما يتعلق بالمنهاج أو بطرائق التدريس أو بعدم قدرتهم على تنظيم الوقت أو بعلاقتهم مع الكادر التدريسي أو بمطالبتهم بالحصول على علامات عالية.
خضوع لأنظمة وقوانين
وبحسب رأي المختصين التربويين، فإن الجو المدرسي يفرض على المراهق أن يتعامل مع مدرسين ومناهج وواجبات مدرسية، والخضوع لأنظمة وقوانين يعتبرها المراهق حداً من حريته وحركته وانتقاصاً لقيمته، فنجاح الطالب أو فشله في الدراسة أو في علاقاته داخل المدرسة مسؤول عن كثير من المشكلات المدرسية.
التفكير بالحصول على درجات عالية
وأكثر المشكلات التي تشكل ضغطاً على المراهق تفكيره الدائم في الحصول على علامات عالية والقلق من الامتحانات، حيث يؤكد التربويون على أن للدرجات أهمية كبيرة في حياة الطلاب، فهي وسيلة لتقييمهم من قبل الآباء والمدرسين ووسيلة لدخول الجامعة، كل هذا يؤدي إلى إحساس المراهق بمشكلة الدرجات العالية تحقيقاً لذاته وارضاء لمدرسيه ووالديه، أما الخوف من الامتحانات وخاصة الشفهية منها، فهي من المشكلات الشائعة في العالم العربي، فالامتحانات كوسيلة تقويمية ضاغطة مقترنة بالرهبة والاجراءات التي تجعل منها موقفاً مؤلماً لمشاعره، لذلك على المدرسة أن تتحرر من هذه الإجراءات وتشعر الطلاب المراهقين أن الامتحانات هي وسيلة تقييم وتحصيل فقط.
تحدثوا معهم على أنهم كبار
ويؤكد التربويون على أن في حال وجود مشكلات مدرسية لدى الطلاب المراهقين فإن المعلم المبدع يلعب دوراً بارزاً في تلافي هذه المشكلات، فالفهم السليم لسلوكيات الطلاب وخاصة في مرحلة المراهقة من قبل المعلم والتصرف معهم حسب كل حالة هو التصرف الايجابي لحل الاحتقان الحاصل بين الطرفين في مدارسنا لأن الانماط السلوكية لكل طالب تختلف من شخص لآخر بدرجات متفاوتة، فالكثير من الطلاب لا يستطيعون ضبط انفعالاتهم عندما يكون كلام المعلم أو غيره مثل ولي الأمر على شكل إهانة شخصية بصورة علنية بسبب تقصير أو اهمال أو سلوك معين، فإن ردة الفعل تكون في الاغلب متهورة نوعاً ما، لأن في هذه المرحلة المهمة في حياته لا يحسن التصرف فأغلبية الطلاب عندما يتم توبيخهم بصورة فردية، تكون ردات أفعالهم شبه طبيعية لذلك لابد أن ندرك أن التصرف السليم مع الطلاب المراهقين والتحدث معهم على أنهم كبار وبصورة فردية تكون نتائجه مثمرة لأن الطالب في هذه المرحلة يشعر أن كرامته لاتتيح له تقبل التوبيخ العلني مهما كان مصدره لأنه لو سكت سوف يجد من الطلاب من يشجعه على التصرف بسرعة لرد كرامته، لذلك على كل معلم العمل على تعزيز الثقة بالنفس لدى الطلاب والصبر عليهم والتصرف معهم بتعقل وحذر، لأن الطالب اليوم يعرف المعلم الذي يوبخه بهدف تعديل سلوكه والخوف على مستقبله التعليمي، ويميزه عن المعلم الذي يوبخه بهدف اهانته والتقليل من شأنه.