تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ربيعكـــم المزعوم... خريف سيسقط آخر أوراقكم

مجتــمـــــع
الخميس 12-1-2012
كلوديا حسن

لم يعد خافياً على أحد أن الافلاس الكبير من دول الهيمنة والدول العربية العميلة في ارضاخ سورية هو من جعل الاعلام السلاح الأخير الذي تشهره هذه الدول بوجه سورية حيث إن ورقة الإعلام

هي الأخيرة التي تظن فيها الدول «الدموي .. قراطية» أنها تستطيع بها ان تسيطر على سورية او ان تحاول اخضاعها لمخططاتها الصهيونية.‏

والغريب في سياسة هذه الدول انها لا تخفي مخططاتها على احد بل تعلن عنها بطريقة فاضحة وأسلوب ساذج ينم عن جبروت واستخفاف بالشعوب العربية وكأن مصير العالمين بيد الولايات المتحدة الاميركية وحكام الناتو ومجلس الامن الاسرائيلي الذي يجب ان يضاف إلى أهدافه بند جديد وهو الحفاظ على أمن اسرائيل وبأي ثمن.‏

وبالطبع بعد التطور الهائل لوسائل الاعلام ووصولها الى كل بيت في العالم دقت طبول الحرب الاعلامية الحرب المفلسة على سورية وبالطبع هذه الحرب تم الاعلان عنها مسبقا ليس على سورية وحدها قفط بالخصوص بل هي على اي نظام يكون ضد اهداف ومخططات دول الهيمنة حيث كان قد ورد سابقاً في مجلة التايم الاميركية في عددها الصادر في 21 / 8/ 1995 ان تقنية الاعلام ووسائل الاتصال ستوظف في الحروب القادمة بصفة اساسية وستصبح اسلحة دمار عابرة للحدود فلن ترسل الدول المحاربة جنوداً أو بوارج حربية بل ستبث أوبئة صناعية بواسطة شاشات الفيديو ومفاتيح الحاسوب وسيكون الفيروس حاضرا في هذه الحرب لتعطيل نظام الاتصال الهاتفي وسترسل بعده أوامر وهمية لضباط العدو من خلال نظمهم الاتصالية ويتولى هؤلاء تمرير الاوامر نفسها الى جنودهم فينتشر العدو في اماكن بعيدة ويتشتتون في المواقع وتدخل بعد ذلك أجهزة الحرب النفسية لتبث وسائل دعائية من خلال اجهزة العدو لتأليب الشعب على نظامه السياسي وتكسب الحرب هكذا دون طلقة واحدة‏

وبالطبع فإن الاسلحة الاعلامية التي تستخدمها دول الهيمنة هي سكاكين الغدر العربية عبر قناتي الجزيرة والعربية وغيرهما من المحطات التي تنطق اللغة العربية بطلاقة ولكن بنفس اسرائيلي .‏

ولكن الاسباب التي أدت وتؤدي لانتشار مثل هذه الحرب على الانظمة الممانعة في العالم هو ان النظام العالمي الحالي للاعلام يعكس حالة من عدم التوازن في تدفق الانباء، فهناك دول المركز وهي الدول الصناعية المتقدمة التي تهيمن على انتاج وتوزيع الاخبار ودول المحيط التابعة لها من حيث الحصول على المعلومات وتلقي الاخبار، ولقد ادى هذا الخلل الى تدفق الانباء بين ماتدعى دول الشمال المتقدم ودول الجنوب المتخلف ما أدى الى مضاعفة خطر التبعية على الدول الاخيرة وربط شعوبها بشبكة الاهتمامات والاولويات التي تحددها السوق الدولية للأنباء وتتحكم فيها وجهات نظر الدول المتقدمة وتدل الاحصائيات على وجود مئة وكالة انباء عالمية إلا ان من بينها جميعا توجد اربع وكالات كبرى فقط تحتكر حركة الأخبار وعلى جميع المستويات في العالم وهي وكالة الانباء الفرنسية التي تبث سمومها للعالم العربي عبر القناة الفرنسية 24 ورويترز البريطانية التي جندت محطة ال BBC واوسوشتيد برس وبونيتد برس الامريكيتين .‏

محطات التخدير‏

وبما ان الدول العربية تفتقر لوجود شبكة مراسلين خاصين بها فانها تضطر للاشتراك في مثل هذه الوكالات العالمية بقصد الحصول على المعلومات والانباء التي تتم عبر العالم ، وبالطبع بإمكان اي انسان ان يدرك مظاهر الهيمنة الاعلامية اذا ادرك ان 80 بالمئة من تدفق الانباء العالمية تحتكره الوكالات الاربع التي سبق وتم ذكرها.‏

الدول العربية ليست فقيرة لا بالأموال ولا بالأدمغة وباستطاعتها وخاصة دول الذهب الاسود إن ارادت أن تتصرف بحكمة اعلامية إن صح التعبير وبدل من أن تضخ الاموال لإنشاء المحطات المخربة للعقول او محطات المورفين التي تخدر العقول العربية في شتى المجالات الاجتماعية والتربوية والدينية تستطيع أن تتضخ هذه الاموال في مكانها الصحيح بإنشاء وكالات عربية للانباء وكالات تنافس الوكالات الكبرى، لتكون صوتاً واقعياً وصورة واضحة تلامس الحقيقة وليس غيرها في هذا العالم المستهدف من قبل ايدي الشر، ولكن نحن نناشد من نناشد؟ حكام باعوا ضمائرهم بأبخس الاثمان وعصروا انفسهم اعلامياً وأنشأوا محطات بأموال ضخمة ووضعوا بصماتهم الصهيو امريكية فيها جعلوا شعاراتهم الرنانة الرأي والرأي الاخر والحرية والديمقراطية والشفافية في نقل الخبر لهدف وحيد فقط وهو تطبيع وجود الكيان الصهيوني على الشاشات العربية واتضح أن الرأي الاخر هو اسرائيل.‏

ولكن لحظة ايها القابعون على عرش الذهب الاسود كقلوبكم، يامن تطعمون شعوبكم وبطونكم قبلها على حساب تجويع الاخرين، يامن تتغذون بدماء الشعب العربي .‏

أجيالنا تنتظر‏

العالم لم ينته واموالكم ليست ماء الحياة فهناك جيل سوري وليبي ومصري وعراقي وفلسطيني وعربي حقيقي، جيل لم ولن ينسى خناجر غدركم، جيل سيكون العلم ثم العلم ثم العلم سلاحه الأبدي في مواجهة مخططاتكم الحربية العابرة للقارات وإن غداً لناظره لقريب وان كانت حربكم اعلامية فإن مقاومتنا مقدسة وسلاحنا اقوى من سلاحكم، فإن كان هدفكم إلباس البلاد العربية ثوب حريتكم الزائفة سيكون هدفنا تعريتكم بكل ما استطعنا من قوة وإن كان هدفكم اسقاط الانظمة التي لاتتوافق مع مخططاتكم، سيكون هدفنا اسقاط اقنعتكم واسقاطكم واحدا تلو الاخر، وربيعكم الزائف سينقلب خريفا يسقط آخر ورقة من اوراقكم الدنيئة التي تطبقون بها البروتوكول الصهيوني القائل بضرورة الهيمنة على الوسائل الاعلامية للسيطرة على الوطن العربي وتحقيق المخطط الدنيء كفكركم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية