كما كل جسد معرض للأمراض، وكما لكل داء دواء فإن أبناء سورية هم دواء هذا الوطن، وشهداؤنا هم بلسم لجراحه للوصول إلى الشفاء والدخول في مستقبل مشرق. يوماً بعد يوم تستمر قوافل الشهداء نجوماً تسطع في سماء الوطن، تنير درب الأجيال القادمة، فتحية لأصحاب القلوب الكبيرة التي احتضنت الوطن، تحية إلى تلك الجباه العالية الشامخة شموخ الجبال التي لا تهزها رياح، تلك الأيدي الباسلة التي زرعت حب الوطن وروته بدمها الطاهر ليزهر جيلاً يحمي الوطن ويبنيه.
لا تحزن يا بن الشهيد فوالدك نجمة في سماء الوطن، افخر به، فشرف له الشهادة ووسام على صدرك أنك ابن الشهيد.. وأنت يا أم الشهيد ولدك بذرة غُرست في أرض سورية الغالية لتثمر جيلاً يحمي الوطن ويحفظ عروبته وكرامته، لم يرضخ يوماً لذل أو هوان، أولئك الشهداء الأبرار ترجموا نضالهم شرفاً وتضحية، أثبتوا أن الوطن أغلى من النفس والولد وأن حياتنا ليست سوى انتظار على محطات الزمن، فشرف لمن تنتهي حياته بالشهادة، وكلنا في هذا الوطن الحبيب مشروع شهادة.
رحمة الله على شهدائنا الأبرار ولأهلهم ولنا الصبر ولسورية الحبيبة البقاء والانتصار.