وأضاف المحللون ان خطاب السيد الرئيس بشار الأسد شكل تحذيراً للقوى الهدامة داخل سورية وخارجها بوجوب الكف عن جر سورية نحو الفوضى الهدامة محملين في الوقت نفسه المعارضة المتطرفة والمجموعات الإرهابية مسؤولية محاولات دفع سورية إلى المجهول.
فقد أكد البروفسور يوري زينين كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية أن الرئيس الأسد قدم في خطابه تقييما دقيقا وموضوعيا للوضع في سورية وأبدى الاستعداد لمواصلة الاصلاحات التي تم البدء بها.
ووصف زينين في حديث لمراسل سانا في موسكو أمس الخطاب بأنه اتسم بلهجة هادئة توحي بالثقة بالنفس وبأن السوريين سيحلون مشاكلهم بأنفسهم بصورة مستقلة بعيدا عن أي تدخل أجنبي.
واشار إلى أن الخطاب شكل تحذيرا للقوى الهدامة داخل سورية وخارجها بوجوب الكف عن جر سورية نحو الفوضى ومواصلة السير على طريق تكرار السيناريو العراقي والليبي فيها مؤكدا أن العالم بأسره أصبح على قناعة راسخة بأن التدخل الاجنبي في الشؤون الداخلية للدول المستقلة يسفر عن وقوع المآسي ويحمل الآلام للشعوب ولذلك فان روسيا والكثير من الدول الاخرى تعمل لدرء تكرار ما جرى في ليبيا ضد سورية.
وأعرب كبير الباحثين في جامعة العلاقات الدولية التابعة لوزارة الخارجية الروسية عن اسفه لمواصلة بعض الدول الاجنبية والعربية تحريض المعارضة المتطرفة والمجموعات المسلحة على الاستمرار في الاعمال الارهابية في سورية مستهجنا مثل هذه المواقف التي لا يمكن أن تسفر سوى عن نتائج سلبية كارثية ليس على سورية فقط وانما على الكثير من البلدان العربية الاخرى وعلى المنطقة بأسرها أيضا.
ودعا زينين إلى ضرورة النظر بشكل واقعي إلى ما يجري في سورية لافتا إلى أن هذا الامر تدعو اليه روسيا باعلان وزير خارجيتها سيرغي لافروف أنه يجب توجيه التركيز والاهتمام بالاعمال الهدامة للمجموعات الارهابية المسلحة في سورية والتي يجب على المعارضة الابتعاد عنها بصورة حازمة.
ولفت زينين إلى أن الخطاب تضمن الخطوات الاصلاحية التي نفذت في سورية ويتم تنفيذها لاستعادة السكينة والهدوء بما في ذلك اجراء استفتاء عام في اذار المقبل حول الدستور السوري واجراء انتخابات برلمانية رافضا اراء القوى المعادية لسورية المنتقدة للخطاب منوها بالخطوات التي اتخذتها سورية والتي تدل على استعداد القيادة السورية للعمل باخلاص مع الجامعة العربية لوقف اراقة الدماء والحيلولة دون تردي الاوضاع ومنها موافقتها على خطة العمل العربية وسماحها لبعثة مراقبي الجامعة العربية بالعمل في أراضيها واطلاق سراح آلاف المعتقلين الذين لم تتلطخ أياديهم بدماء أبناء الشعب السوري.
من ناحيته وصف أوليغ فومين أحد رؤساء لجنة التضامن مع الشعبين السوري والليبي في لقاء مع قناة «روسيا اليوم» الخطاب الأخير للرئيس الأسد بانه خطاب رجل وطني أصيل وزعيم حقيقي يدافع عن بلاده وعن كرامة الامة العربية والحضارة العربية كلها.
وأعرب فومين عن أمله في ان يواصل الرئيس الأسد ممارسة سياسته الهادفة إلى التصدي للتدخلات الخارجية والحيلولة دون اندلاع حرب أهلية بسورية.
وحمل الخبير المعارضة المتطرفة التي وصفها بانها معادية للشعب السوري، و «القوى العربية الرجعية» مسؤولية محاولات دفع سورية نحو حرب أهلية.
وتابع قائلا ان هذه المعارضة لا تفكر في مستقبل سورية بل تسعى لتدمير سورية والاستيلاء على السلطة خدمة لأجندة خارجية.
كما اتهم فومين الدول الغربية بالبحث عن ذريعة لتنفيذ تدخل خارجي في سورية على غرار «النموذج الليبي».
هذا في حين اعلن الكسندر دوغني رئيس مؤسسة اورواسيا الروسية ان مستقبل النظام العالمي يتحدد في سورية لان ماتتعرض له حاليا ناجم عن مخطط امريكي لاقامة عالم احادي القطب ويشكل قضية جدية لاتقتصر على أنها قضية داخلية فقط.
واوضح دوغني في حديث لمراسل سانا في موسكو ان ماتشهده سورية من اعمال ارهابية وجرائم مسلحة وغزو الامريكيين وبلدان الناتو لليبيا وقبل ذلك لافغانستان والعراق يعد حلقة من سلسلة واحدة ومخطط واحد لاقامة عالم احادي القطب ومنع نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب ولذلك يتقرر في سورية الان مصير ومستقبل البشرية باسرها وليس العالم العربي والاسلامي فقط. وأكد ان الولايات المتحدة تعتبر سورية والرئيس الأسد الذي ينتهج سياسة مستقلة تتجاوب مع مصالح الشعب السوري عقبة امام تنفيذ المصالح الامريكية وامام اقامة عالم احادي القطب الذي ترفضه كذلك روسيا والصين اللتان تتقدمان بمشروع اخر تماما لتنظيم العالم على اسس متعددة الاقطاب وبما يصون استقلالية وسيادة جميع الدول وحقوق شعوبها في ان تقرر مصيرها بنفسها بعيدا عن الهيمنة واملاء الارادة الامريكية.
ونوه دوغني بان الشعب السوري يثق بقيادته ويؤيدها ولايريد تغيير سياستها النابعة من مصالحه بالذات وهذا بالضبط لا يرضي الامريكيين الذين يفعلون كل مابوسعهم لزعزعة الوضع في سورية وارغامها على تغيير نهجها.
وأعرب رئيس مؤسسة أورواسيا الروسية عن تفاؤله و ثقته بان الشعب السوري الملتف بتلاحم وتماسك حول قيادته سيتمكن من حل قضاياه بنفسه دون أي تدخل خارجي في شؤونه الداخلية مؤكدا ان لسورية مكانتها الجديرة بها في المنظومة الاورواسيوية الجديدة وفي العالم الجديد متعدد الاقطاب بشكل عام.
وقال ان الامريكيين يريدون اقامة عالم احادي القطب أي عالم يحكمه حاكم واحد يكون فيه هو نفسه القاضي والمدعي العام والمحامي والجلاد في ذات الوقت وهذا يعني ان الولايات المتحدة هي التي تقرر أي انظمة ستبقى في بلدان العالم واي انظمة يجب تغييرها اذا رفضت الانصياع للاوامر الامريكية وستجري معاقبتها وسيكون مصير شعوبها بائسا ويتم القضاء عليها بموجب السياسة الاستعمارية الجديدة.
وشدد دوغني على ان روسيا تقف إلى جانب سورية بكل حزم وثبات وان موقفها بهذا الصدد سيستمر ويغدو اكثر قوة وصلابة في المستقبل.