بعد أن ضخت عشرات المليارات من الأموال وجنّدت المرتزقة والإرهابيين وأدخلت السلاح بأنواعه وكان منه الصهيوني والتركي والأميركي والبريطاني والفرنسي وغير ذلك، وذلك لم يعد سراً، ولم يقف هؤلاء عند هذا الحد.
تساقطت أوراق المؤامرة الشرسة رغم استخدام العديد من الوسائل لإنجاحها، وشارك فيها أجهزة استخبارات أميركية وإسرائيلية وإقليمية، لكن سورية بقيت ثابتة على مواقفها ونهجها لوقوفها على أرض صلبة، وها هي تعمل على إفشال الهجمة أولاً بأول معاهدة أبناءها على انبلاج مستقبل مشرق يكون أنموذجاً للدول الطامحة بالأمن والاستقرار.
مراقبون للأحداث في سورية يستغربون اتخاذ تلك القوى كل هذه المواقف المعادية من سورية، ولاسيما بعد تسرب معلومات دبلوماسية وُصفت بالموثوقة عن تهديد أمير دولة قَطَر حمد بن خليفة آل ثاني لأربعة زعماء عرب بإسقاط وتغيير أنظمتهم إذا لم ينضووا تحت عباءته في المؤامرة التي ينفذها بقيادة أميركا و«إسرائيل» وفرنسا ومشاركة السعودية وتركيا لضرب الشعب السوري وقيادته.
تلك المعلومات تحدث عنها موقع «المنار» المقدسي مؤكداً أنه سيقوم قريباً بنشر تفاصيلها بالتواريخ والأماكن، وكذلك حقيقة مواقف هؤلاء الأربعة، اتجاه عنجهية حاكم قَطَر المستندة على الدعم الأميركي غير المحدود بدعم وتمول عمليات الذبح والتخريب والإرهاب في سورية.
في سياق متصل أكدت مصادر دبلوماسية عربية أخرى أن رئيس وزراء قَطَر حمد بن جاسم يقوم مع مستشارين له من جنسيات أوروبية وإسرائيلية بالاتصال هاتفياً مع المراقبين العرب الذين يعملون في سورية، مطالباً إياهم باختلاق الأكاذيب والأحداث واتهام الحكومة السورية بها، وقالت المصادر أن حمد عرض عليهم إغراءات مالية كبيرة وموافقات للعمل داخل قَطَر والسعودية بعد انتهاء مهمتهم.
وأضافت المصادر لموقع «المنار» أن المسؤول القَطَري طلب من أمين عام جامعة الدول العربية إصدار قرار بزيادة عدد المراقبين لإرسال مجموعات تضم عناصر استخبارية تعمل لصالح قَطَر والسعودية، حيث تؤكد المصادر أن هذه العناصر دخلت مع المراقبين إلى سورية مزودة بوسائل اتصال متطورة للغاية، للاتصال مع العناصر المسلحة وتزويدها بتعليمات لارتكاب مجازر ضد السوريين. ويقول المراقبون إن هذا التصعيد الهستيري الذي تمارسه مشيخة قَطَر ربطته مصادر خليجية واسعة الاطلاع برغبة حكامها الخروج من عنق الزجاجة، حيث تشير المصادر أن ما يعلمه هؤلاء الحكام ويخفى عن الرأي العام قد يقلب الطاولة عليهم في أي لحظة فالمصادر الخليجية تؤكد أن هناك أكثر من 70 إرهابياً من أخطر الإرهابيين من السعودية والكويت وعناصر أمن من قَطَر يقبعون في السجون السورية حيث تم اعتقالهم إثر تسللهم سراً إلى الأراضي السورية ثم مشاركتهم بتنفيذ عمليات التخريب وقتل أبناء الشعب السوري. وتتحدث هذه المصادر أن لدى الاستخبارات السورية اعترافات من هؤلاء المعتقلين تؤكد أن عملهم على الأرض السورية قد كان بتنسيق كامل مع قيادات خليجية رفيعة المستوى تدير الأمور من قصور مشايخ الدوحة والرياض، كما اعترف هؤلاء خلال التحقيق معهم بأنهم نقلوا أموالا وأسلحة وأجهزة اتصال متطورة من زعمائهم في العاصمتين الخليجيتين إلى الإرهابيين الذين يعملون تحت إمرتهم على الأرض السورية.
كما أشارت المصادر إلى أن المعتقلين اعترفوا بوجود معسكرات للتجنيد والتدريب في الأراضي التركية، وداخل السعودية وفي موقع أميركي بقَطَر، وأن هذه المعسكرات تتلقى بشكل مستمر أعداداً من الإرهابيين من جنسيات مختلفة، ويخضعون للتدريب على أعمال الإرهاب على أيدي ضباط إسرائيليين يتحدثون العربية بطلاقة، وبعلم السلطات التركية والسعودية، وكشفت المصادر عن وجود عناصر تخريبية تابعة لتيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري، وعناصر من ميليشيا سمير جعجع، واعترف عدد من المعتقلين لدى السلطات السورية أنهم تسللوا إلى سورية عبر الأراضي اللبنانية بمساعدة عناصر رسمية من تيار المستقبل والقوات اللبنانية، والتقوا قبل تسللهم أعضاء في أجهزة أمن أميركية وفرنسية.
ويضيف المراقبون أن أطراف المؤامرة استخدموا لاستهداف استقرار سورية وإحداث تغيير بنهجها ولإدخالها في مشروع الشرق الأوسط الجديد بالإضافة لهذه العمليات عشرات وسائل الإعلام المشبوهة في إطار حملتهم الإعلامية غير المسبوقة التي تعرضت لها والتي اعتمدت على ضخ الأكاذيب وفبركة الأحداث عن الداخل السوري لافتين إلى الأدوار المشبوهة التي قام بها الملياردير الصهيوني برنارد هنري ليفي الذي تحدثت التقارير عن ضخه الأموال للتحريض على العنف.
وقال المراقبون إن التجربة التي مرت بها سورية كشفت عن عدة حقائق لا تستطيع حتى أطراف المؤامرة القفز فوقها وتتمثل بأن أغلبية الشعب السوري محصنة وطنياً وقومياً ولا تؤثر فيها الحملات الإعلامية والمسلحة ضد استقرار بلادها ووطنها وأن الجيش العربي السوري عصيّ على كل المحاولات التي جرت فبركتها للتأثير في دوره المركزي في حفظ أمن واستقرار الوطن وسقوط كل المحاولات التي قامت بها الجهات المتآمرة لإحداث انقسام في داخله.