برنامج (يوم بيوم) يبحث عن جمهور
فضائيات الخميس 19/4/2007 مروان حمي (مرة بتصيب وعشرة بتخيب) يكاد ينطبق هذا المثل على برامج التلفزيون السوري فمن بين عشرة برامج خائبة تجد برنامجاً صائباً
كما هو حال برنامج (يوم بيوم) الذي يبثه تلفزيوننا (الرسمي) يومياً في تمام الساعة الثامنة صباحاً لمدة ثلاثين دقيقة متواصلة, يعرض هذا البرنامج على أنه برنامج ترفيهي منوع من الدرجة الأولى, فهو يتضمن عرضاً لفقرات كوميدية وفكاهية من ناحية, ومشاهد ضاحكة من مسرحيات محلية (كاسك يا وطن) وعربية (العيال كبرت) من ناحية أخرى بالإضافة إلى مقتطفات غنائية راقصة (كوكتيل) فضلاً عن موجز للبرامج والفقرات التي ستعرض على شاشتنا السحرية لذات اليوم.. والحق يقال: إن هذا البرنامج استطاع أن يتنفس الصعداء وأن ينجح فكرة وإعداداً ومواد ذلك أنه اتسم بالخفة في انتقاء مواده, وبالابتعاد عن الاسترسال والإطالة دون أن يخلو من روح الدعابة, وكما هو معلوم إن الفترة الصباحية تعد فترة تمهيدية للمشاهد وتتطلب برنامجاً ترفيهياً كهذا البرنامج يكون بمثابة (وجبة إفطار خفيفة وسريعة) باعتبار أن المشاهد يقبل على يوم جديد بعد يوم شاق ومضن »كعادته) لذا يغدو من واجب التلفزيون أن يخرج المواطن من إطار الرسمي والروتيني, أو على الأقل أن تحسسه ببعض الحيوية والنشاط لتكسر قتامة ورتابة يومه الاستثنائي دوما, ولكن ثمة خلل صغير على الغالب الأعم يكون مرده, إن ضريبة النجاح في تلفزيوننا هي الإهمال أو بالأحرى التقصد فيه ومكمن الخلل يظهر في أن وقت عرض البرنامج غير ملائم البتة, فهو يعرض في الساعة الثامنة صباحاً, أي في وقت يكون فيه معظم شرائح الجمهور غائباً, فالعامل والموظف يحتم عليهما الواجب أن يوجدا في مراكز أعمالهما قبل توقيت عرض البرنامج بغض النظر عن تأخر بعضهم أو تهربهم, كما أن الشريحة الطلابية تكون قد توجهت إلى مدارسها.. إذاً لمن يتوجه البرنامج أن أنه ينضم إلى ثلة البرامج المنقطعة الجمهور ينتظر أن يبث في وقت ذروة مناسب كما العديد من برامج تلفزيوننا, وبذلك تنحصر الدائرة ولا يبقى من الجمهور الحبيب سوى الأمهات والأطفال..والأمهات بدورهن قسمان, قسم منهن يبدأ يومه منذ الصباح الباكر بتهيئة الأولاد ثم القيام بأعمال المنزل الاعتيادية من طبخ ونفخ وغسيل, دون أن تسنح الفرصة أساساً له بمشاهدة التلفاز, أما القسم الآخر منهن فلا يعرف التلفزيون السوري بتاتاً »لأنهن مصابات كباقي الشرائح بداء الهجران عن التلفزيون المحلي) ناهيك عن مشاهدة برنامج كيوم بيوم وتتوضح الصورة أكثر لدى الأطفال »مندوبو المشاهدين) لهذا البرنامج, وكما هو معلوم إن الأمر سيان لدى الأطفال فلا فرق بين برنامج »يوم بيوم) وبين أي إعلان تلفزيوني سلعي أو حتى رسوم متحركة ل »توم وجيري) إذ تعد في المحصلة مادة تلفزيونية تربطهم بالشاشة الفضية سواء أكان هذا الارتباط مؤقتاً أم دائماً ومن المؤكد أن الذين تمكنوا من إعداد وإخراج البرنامج يملكون في نفس الوقت الدراية والخبرة الكافيتين لاختيار وقت أنسب وأفضل لعرض البرنامج, إن توفرت لديهم الإرادة والرغبة في الأساس , ويخال لي أن مصير هذا البرنامج سيغدو مثل مصير أترابه من البرامج الموضوعة على الرفوف في أقبية وأروقة التلفزيون المظلمة, إذ ثمة الكثير من البرامج والمواد أعدت دون أن تلتفت إلى الجمهور أو إلى تلك العلاقة التفاعلية بينهما فالتهميش والجماهير تحديداً كان شعارها تكريساً لثقافة الإقصاء والصمت المطبقين.
|