ما إن يشم مدير الإنتاج البرامجي- وما أكثر مديري الإنتاج في التلفزيون السوري- رائحة برنامج جديد حتى يهبط على المعد والمخرج
كالقضاء المستعجل لتقديم خدمات وتسهيلات من مرتبة النجوم الخمسة...
ابتداءً من كتابة الأمر الإداري- وما أدراك ما الأمر الإداري- وحتى انتهاء (صياغة) التشكيلة النهائية التي رسا المزاد عليها للإقلاع بالبرنامج..
وقد يحضر هذا المدير جلسات الحوار والنقاش- إن وجدت- التي تسبق الانطلاقة, ويدلي برأيه المالي, المتضمن الصعوبات والعراقيل والتكاليف, وقد يتكرم بتقديم (ضيافة) متواضعة إن توافرت السلفة.. ولكن...
ما إن ينطلق البرنامج حتى ينطلق معه مدير الإنتاج.. إلى برنامج آخر..باحثاً عن سبوبة جديدة... أما فريق العمل.. ومتابعة متطلباته.. فله.. الله!!
بالمناسبة... إن الكؤوس البلاستيكية البيضاء.. هي اختراع مديريّ إنتاجي بامتياز !!.
نثرية ثانية:
وأنت تطالع القائمة التي لا تنتهي من الأسماء المشاركة في برنامج ما والمدونة بخط أسود واضح وجميل, تستغرب وجود أسماء معينة تعدُّ (راكوراً) في الأوامر الإدارية...
فإلى جانب إلزامية وجودها, فهي لا تعمل شيئاً مفيداً للبرنامج باستثناء بعض الخدمات البسيطة التي يجب على صاحبها القيام بها نتيجة موقعه الإداري.. الثابت!!
إن جل العمل البرامجي التلفزيوني يقع على عاتق مجموعة لا تتجاوز العشرة أشخاص في حين إن أقل أمر إداري يتضمن أكثر من ثلاثين عنصراً يزينون الصفحات.. البيضاء!
إنه (خسكار) لا يجوز أبداً التطاول عليه!!.