وقد اعترفت الدول المشاركة بالمؤتمر بتفاقم مشكلة المهجرين واللاجئين العراقيين وعبرت عن تقديرها الكبير للجهود التي بذلتها الحكومة السورية والاعباء التي تكبدتها جراء استضافتها لما يزيد على المليون والربع لاجئ عراقي وسعيها لتلبية احتياجاتهم الانسانية.
واكدت الدول في بياناتها التي أدلت بها خلال المؤتمر ضرورة تحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في مساعدة اللاجئين العراقيين والدول المضيفة لهم الى حين التوصل الى تسوية سياسية في العراق تضمن توفير المناخ الملائم لعودة العراقيين الى وطنهم بأمن وسلام.
وقد تلا انطونيو غوتيريس المفوض السامي للامم المتحدة لشؤون اللاجئين ملخصا عن مجريات المؤتمر والبيانات التي القيت خلاله والتوصيات التي خلص اليها حيث اشار الى ان الدول المشاركة في المؤتمر عبرت عن قلقها البالغ من الوضع داخل العراق ودعت الحكومة العراقية وجميع الاطراف المعنية الى ايجاد تسوية دائمة تكفل تحقيق المصالحة الوطنية في العراق.
ورحب المؤتمر بما اعلنه وزير خارجية العراق عن التزام حكومته الكامل بلعب دور اساسي في تلبية احتياجات الشعب العراقي وتحسين أوضاعه.
وأضاف غوتيريس ان الدول المشاركة اجمعت على اعترافها بالعبء الكبير الذي تحملته سورية بسبب موجات الوافدين العراقيين الساعين الى الحماية من حالة عدم الاستقرار في بلادهم.
وعبر المشاركون عن رفضهم لخيار توطين اللاجئين العراقيين خارج بلادهم وركزوا على ضرورة اتاحة الفرصة وتوفير الاجواء اللازمة لعودتهم الى وطنهم.
وشدد المشاركون على ضرورة التزام المجتمع الدولي بواجباته في حماية المهجرين العراقيين ومساعدة البلدان المضيفة لهم من خلال تقديم مختلف انواع الدعم اللازم لها.
وكان الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية الذي يرأس وفد الجمهورية العربية السورية قد التقى على هامش اعمال المؤتمر الدولي للاجئين العراقيين مع السيدة ايلين سوربري مساعدة وزيرة الخارجية الامريكية وتناول معها الموضوعات التي سبق ان تم بحثها خلال زيارة سوربري الى دمشق مؤخرا.
وتركزت المحادثات على ضرورة قيام المجتمع الدولي عامة والدول المعنية بالاوضاع الراهنة في العراق خاصة بتحمل مسؤولياتها ازاء المأساة الانسانية التي يتعرض لها ابناء الشعب العراقي ومعالجة الاسباب التي ادت اليها.
وقد عبرت سوربري خلال اللقاء عن تقديرها للروح الايجابية التي تعاملت بها الجمهورية العربية السورية مع مشكلة اللاجئين العراقيين واعتراف بلادها بالاعباء الكبيرة التي تحملتها سورية جراء ذلك واكدت رغبة بلادها بمتابعة الحوار مع سورية من أجل التعاون على حل هذه المشكلة.
كما التقى الدكتور المقداد مع اوغو انتيني نائب وزير الخارجية الايطالي واستعرض معه التطورات في المنطقة وسبل تعزيز التعاون السوري الاوروبي عامة والسوري الايطالي بشكل خاص وقد اكد انتيني خلال اللقاء اهمية الدور المحوري الذي تقوم به سورية في تسوية المشكلات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
وكان الدكتورالمقداد قد التقى صباح أمس مع توبياس بيلستروم وزير الهجرة السويدي وبحث معه في سبل التعاون بين البلدين وفي المساعدات التي يمكن للاتحاد الاوروبي تقديمها لدعم جهود سورية في تلبية احتياجات الوافدين العراقيين اليها.