|
|
قانا تصرخ بلا صدى .. أين العدالة الدولية ? المعارضة اللبنانية: فريق السلطة .. وضاعة سياسية وأخلاقية بيروت خانة قيام هذه المحكمة والعدالة الدولية وفقاً لمعايير العدالة الجنائية الدولية. وقال لحود خلال لقائه في بيروت أمس نيقولا ميشال الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون القانونية انه من غير الجائز ادراج الملاحظات الرئاسية اللبنانية في خانة تعطيل المحكمة بل هي اتت لتحصينها والحؤول دون تسييسها او وقوعها في التعثر الذي وقعت فيه محاكم مماثلة مؤكدا ضرورة الاخذ في الاعتبار ان القضاء في لبنان قائم وان الدولة ليست مفككة كما كانت حال الدول التي انشئت لاجلها محاكم دولية خاصة. واشار لحود إلى ان التجاوزات التي ارتكبتها حكومة فؤاد السنيورة في التعاطي مع مسألة اعداد نظام المحكمة خلافا للاصول الدستورية اوجدت ردود فعل اثرت سلباً على مسار انشاء المحكمة واوصلتها إلى الوضع المأزوم الذي تعيشه حاليا. من جانبه اكد ميشال في تصريح له بعد اللقاء ان محادثاته في لبنان كانت معمقة وستسمح له بتكوين نظرة واضحة حول موقف رئيس الجمهورية اللبنانية وهذا سيكون مفيدا عندما يقدم تقريره حول موضوع المحكمة إلى الامين العام للامم المتحدة. من جهة ثانية اكد فوزي صلوخ وزير الخارجية اللبناني المستقيل انه لا يمكن اقرار المحكمة الدولية إلا في ظل حكومة شرعية ودستورية وميثاقية وفق الآليات الدستورية والشرعية والقانونية ومحالة اصولاً من الرئيس اميل لحود. وحذر صلوخ في مقابلة مع وكالة اخبار لبنان امس من التدخل الخارجي في الشؤون اللبنانية ومجلس الامن الدولي خارج اطار التوافق اللبناني, متمنياً ان ينأى مجلس الامن بنفسه عن التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. من جهة اخرى اكد غالب ابو زبيب عضو المجلس السياسي في حزب الله ان المشكلة الاساسية في الخلاف السياسي في لبنان تتركز على تشكيل حكومة جديدة بدل هذه الحكومة التي باتت ساقطة وغير شرعية وغير دستورية وغير ميثاقية. وقال ابو زبيب في مقابلة مع قناة المنار امس ان ما يطرحه فريق السلطة حيال المقاومة وسلاحها وحيال المحكمة الدولية يتماشى وما تطرحه الادارة الاميركية واسرائيل ازاء هذه المواضيع, مؤكداً ان المقاومة التي قدمت التضحيات ودافعت عن الارض والانسان ليست بحاجة للاعتراف من البعض بشرعيتها ودورها. واتهم فريق السلطة بالتراجع عن كل ما يتم الاتفاق عليه عبر الحوار او المبادرة العربية. في غضون ذلك استنكرت شخصيات سياسية ونيابية لبنانية تطاول كتلة المستقبل ونواب فريق السلطة على المقاومة وسلاحها. وفي هذا السياق قال الامين القطري لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان فايز شكر خلال مقابلة مع اذاعة النور ان الهدف من هذا التطاول هو القضاء على هذه القوى الممانعة واباحة لبنان امام العدو الاسرائيلي وتشجيعه على ذلك, ورأى في هذا التطاول استجابة للوصاية الاجنبية على لبنان. من جهته ندد كمال شاتيلا رئيس المؤتمر الشعبي اللبناني بمواقف كتلة المستقبل تجاه سلاح المقاومة واكد ان هذا الموقف لا يعبر ابداً عن مواقف الوطنيين الشرفاء في لبنان, بل يخدم اتجاهات اميركا والتدخل الاجنبي في لبنان, موضحاً ان هذا الموقف يفتح الباب امام تحرك اسرائيلي معاد للبنان. كما استنكر تيار التوحيد اللبناني ما جاء في بيان كتلة المستقبل وقال في بيان له ان ذلك يعتبر استكمالاً للعدوان الاسرائيلي وتسويقاً من فريق 14 شباط لعدوان اسرائيلي جديد ضد لبنان, مؤكداً ان المقاومة وسلاحها ليسا موضع مساومة طالما لبنان في حالة حرب مع العدو وطالما هناك اراض محتلة واسرى في السجون الاسرائيلية. من جانب آخر قال حزب الله في معرض رده على اتهامات ومزاعم وليد جنبلاط الاخيرة ضد الحزب ان محاولة جنبلاط اسقاط تهمة التزوير على الاخرين لن تنتشله من حالة الوضاعة السياسية والاخلاقية التي يعيشها. وأضاف الحزب في بيان وزعها ان اللبنانيين يعرفون ان وليد جنبلاط هو مدرسة في الفساد والتزوير المالي كما اعترف هو مرارا وفي انتهاك القوانين واستلاب الدولة. ** بيروت - سانا - الثورة: احيا اللبنانيون امس الذكرى الحادية عشرة لمجزرة قانا الاولى فيما لاتزال دماء ضحايا المجزرة تصرخ بلا صدى أين العدالة الدولية للنيل من المجرمين والقتلة الإسرائيليين الذين ارتكبوا مجزرة ثانية في نفس البلدة ابان عدوان تموز . واذا كان القانون الدولي قد وصف الجريمة الدولية بأنها الجريمة التي تمس اساس المجتمع البشري نفسه, ويمكن استخلاص خطورتها من طابع الفعل المميز با لقسوة والوحشية او من اتساع آثاره الضارة او من الدافع الى ارتكابه كجريمة ابادة الجنس البشري او من اجتماع بعض هذه العوامل اوكلها, فإن الجريمة المجزرة التي ارتكبتها اسرائيل في قانا 1996 وكررتها في قانا 2006 هي بالضبط ماينطبق عليها توصيف القانون الدولي للجريمة الدولية. وقانا الاولى والثانية لاتشكلان سابقة في تاريخ الارهاب والاجرام الاسرائيلي ولاتشكلان دليلاً على هذا الارهاب- يعد الاحدث زمنياً- ففي عودة الى سجل الاحتلال الاسرائيلي الاجرامي يمكن التوقف عند عشرات المجازر المرتكبة في فلسطين المحتلة ولبنان فمن ديرياسين وقبية والحرم الابراهيمي الى صبرا وشاتيلا وياطر ومجدل زون والنبطية وقانا والقاع عشرات بل مئات المجازر الارهابية التي اسهمت الولايات المتحدة في تمريرها في مجلس الامن الدولي حتى من دون ادانة. الرئيس اللبناني اميل لحود اكد في ذكرى قانا ان الخيارات العدوانية لاسرائيل مستمرة في النهج الذي تتبعه حكومة العدو ضد الآمنين خلافا لادعاءاتها حول الرغبة بتحقيق السلام. وقال الرئيس لحود في بيان بهذه المناسبة ان لبنان الذي يبقي ذكرى شهدائه الابرياء ذخيرة حية في ضميره هو وطن لا يمكن لاي قوة عاتية أن تتغلب عليه مهما امتهنت من ضروب القوة ومن محاولات البطش والتدمير. وأضاف اننا نستذكر اليوم مجزرة قانا الاولى كمحطة أليمة في حياة الشعب اللبناني وننحني أمام رفعة الشهداء الابرار وتضحياتهم مؤكدا أن هول هذه المجزرة كشف مرة اخرى أمام الرأي العام العربي والعالمي عن الوجه الحقيقي للاحتلال الاسرائيلي وممارساته العدوانية وهو وجه الغدر والقتل والدمار ووجه الارهاب الذي تمارسه اسرائيل المعتدية على شعب آمن متعلق بأرضه الى حد سفك دمائه الحية دفاعا عنها.
|
||||||||||||||||||||||||||||
