ومدى مساهمة إعلان الشركات لتوزيعات الأرباح في تحريض عمليات البيع، بعد أن ظل حملة الأسهم حتى الآن متحفظين لحين انتهاء الشركات من عقد جمعياتها العمومية وإعلان نتائج أعمال العام الفائت، أيضاً التوقعات بإدراج شركات جديدة في السوق هي الآن بصدد تكييف أوضاعها وفقاً لمتطلبات السوق، خاصة شركات التأمين، حيث أصبح بعضها وشيكاً على الدخول، ولأن هذا الدخول من شأنه أن يوسع «تشكيلة» الشركات، حيث ما زالت الغلبة حتى الآن للقطاع المصرفي (خمسة مصارف) مقابل شركتي خدمات وواحدة زراعية.
وبالرغم من البدايات المتواضعة للسوق من حيث قيم وأحجام التداول وعدد الصفقات، فإن تداولات الجلسات الخمس الأخيرة شكلت تغيراً مهماً، حيث كسرت هذه التداولات حافة المليون صعوداً بعد أن ظلت لجلسات عديدة دون نصف المليون ليرة، فكيف كان واقع حركة السوق خلال 13 جلسة تداول بدأت مع افتتاح السوق في العاشر من آذار من العام الجاري وانتهت في الثالث والعشرين من الشهر الحالي؟ «الثورة» قرأت في بعض التفاصيل، وخرجت بهذه المؤشرات:
خلال 13 جلسة تداول حققت السوق حجم تداول وصل إلى 13734 سهماً بقيمة 10.7 ملايين ليرة سورية، نفذت عبر 104 صفقات، ومن الملاحظ أن حركة السوق كانت متذبذبة بشكل واضح، فبينما كانت قيمة أقل هذه الجلسات دون العشرين ألفاً، نجد أن أعلاها وصلت إلى 2.7 مليون ليرة، وهو تذبذب يعكس عدة أشياء منها: عدم انتظام العرض والطلب، والتداول على أسهم شركات دون غيرها، لذا وجدنا في بعض الجلسات أن التداول تم على أسهم شركة واحدة فقط، وفي جلسات أخرى على أسهم شركتين.
قيم التداول حسب الشركات
عند الحديث عن قيم التداول حسب الشركات، نستطيع القول إن هناك شركات استأثرت بقيم مرتفعة دون غيرها، حيث حظي بنك بيمو بأعلى قيم تداول وصلت إلى 4.569 ملايين ليرة، فيما تلاه البنك العربي بـ 3.826 ملايين، وهذا معناه أن هذين البنكين استحوذا على 8.4 ملايين من إجمالي تداولات السوق، في الوقت الذي لم تتجاوز فيه قيم تداولات الشركات المدرجة الأخرى حافة المليون ليرة، وهنا لابد من الحديث عن محددين رئيسيين في ذلك: سعر السهم، وحداثة دخول الشركة إلى السوق، وبالتالي عدم وجود تداولات كافية على أسهمها تمكن من تحليل موقفها، كما هو الحال في شركة نماء الزراعية حيث شهدت أسهمها جلسة تداول واحدة فقط.
واحجامه أيضاً
مثلما تقدم بنكا بيمو والعربي في قيم التداول، ظل هذان البنكان أيضاً متقدمين في أحجام التداول أيضاً عبر 4488 سهماً للأول، و4120 سهماً للثاني، أي بواقع 8608 لكليهما من إجمالي أحجام التداول البالغة 13734 فيما جاءت المتحدة ثالثاً بحجم 3374 سهماً، وبقيت الشركات الأخرى بمستوى أحجام دون الألف سهم.
وعدد صفقاته..
في عدد الصفقات يبدو ترتيب الشركات مختلفاً بعض الشيء، حيث تقدم البنك العربي بعدد صفقات 37 صفقة وهو أمر طبيعي نظراً لارتفاع سعر بيمو قياساً بالعربي، وبالتالي، فإن قيم وأحجام التداول الكبيرة ليست بالضرورة تعكس عدد صفقات كبير، ويتضح ذلك جلياً في حال المتحدة التي جاءت ثانياً في عدد الصفقات بـ 22 صفقة، لكن هذا العدد لم يعكس قيم تداول كبيرة، وباستثناء هاتين الشركتين، فإن عدد الصفقات للشركات الأخرى كانت دون 15 صفقة من إجمالي بلغ 104 صفقات.
أخيراً، فإن إجمالي أداء السوق مرشح للارتفاع خلال الأسابيع القليلة القادمة، حسبما نتوقع، وذلك لأسباب عديدة نذكر منها: زيادة عدد الشركات المدرجة، حيث من المتوقع قريباً دخول نحو أربع إلى ست شركات تأمين، إضافة إلى بعض شركات الخدمات، ويتزامن ذلك مع قرب انتهاء انعقاد الجمعيات العمومية للشركات المساهمة، والإعلان عن توزيع الأرباح، وهذا يفتح المجال أمام حملة الأسهم الذين استفادوا من هذه التوزيعات ليبعوا بعض أسهمهم، أيضاً زيادة أعداد أولئك الذين فتحوا حسابات للتداول عبر شركات الوساطة، فضلاً عن اقتراب الناس من السوق يوماً بعد آخر، وهذا يبعث الطمأنينة في نفوس هؤلاء وخاصة أن السوق تخلو من المضاربات الحادة التي قد تحمل بعض المخاطر.