|
في ذكرى النكبة حدث وتعليق كعادتها بإغلاق الضفة الغربية وقطاع غزة مستنفرة أعدادا كبيرة من جنودها وشرطتها للحيلولة دون قيام احتجاجات طبيعية على الظروف المأساوية واللاانسانية التي يعيشها أبناء الشعب الفلسطيني في ظل الاحتلال. النكبة التي تصادف هذا العام ذكراها الحادية والستون أتت في أعقاب عدوان همجي بربري على قطاع غزة أوقع أكثر من خمسة آلاف شهيد وجريح وخلف وراءه دمارا هائلا يحتاج لمليارات الدولارات لاعادة بنائه، كما تزامنت مع وصول حكومة يمينية متطرفة إلى رأس السلطة في اسرائيل تنتهج مبدأ العدوان والاستيطان وتجاهر بعدائها للسلام ومتطلباته ومرجعياته ، مع كل ما يعنيه ذلك من احتمالات عودة الأمور إلى المربع الأول من المواجهة والتصعيد. فمنذ وصول هذه الحكومة العنصرية إلى السلطة سارعت إلى تنفيذ برنامجها التهويدي لمدينة القدس، عبر قضم المزيد من الاراضي لبناء المزيد من المستوطنات بالتزامن مع حملات التنكيل والتضييق على الأهالي لارغامهم على ترك منازلهم وأرضهم، في سبيل إقامة الدولة اليهودية العنصرية التي ينادي بها كل من نتنياهو وليبرمان. السلوك الاسرائيلي تجاه الفلسطينيين في ذكرى النكبة وفي غير مناسبات ينسجم تماما مع الطبيعة العدوانية للكيان الصهيوني ويلخص ما يجري على الأرض الفلسطينية المحتلة، ففي الدول ذات السيادة والشرعية يتحول ذكرى قيامها أو استقلالها إلى كرنفالات فرح يتبادل خلالها المواطنون عبارات التهنئة ورسائل المعايدة، أما في فلسطين فالوضع مختلف إذ ثمة مغتصب وسارق يقوم باحتلال الأرض ويمارس نزعته العدوانية بصورة مستمرة، وثمة أصحاب أرض وحقوق يرزحون تحت الاحتلال ويمارس بحقهم أبشع أنواع القمع والتنكيل ومصادرة الحريات، ومن الطبيعي أن تصدر عنهم ردود فعل طبيعية في وجه ما يتعرضون له وهذا ما يفسر الاستنفار الاسرائيلي قبل أسبوعين من ذكرى النكبة. ">hsauood@yahoo.com
|