تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العيديــة .. تقليـــد متــــوارث بنكهـــة حديثـــة

مجتمع
الاثنين 11-8-2014
 ريم غانم

العيدية هي تقليد اعتاد عليه الكبير قبل الصغير، فالصغير دائمًا ينتظر العيدية من الكبير مهما كان سنه فهي شيء يُشعر بالبهجة والسرور , ومهما أختلفت قيمتها تبقى من الرموز المميزة في الاعياد .

«العيدية» كلمة عربية منسوبة إلى العيد بمعنى العطاء أو العطف، وترجع هذه العادة إلى عصر المماليك، فكان السلطان المملوكي يصرف راتبًا بمناسبة العيد للأتباع من الجنود والأمراء ومن يعملون معه؛ وكان اسمها «الجامكية» وتم تحريفها إلى كلمة العيدية، وفي العصر العثماني أخذت العيدية أشكالًا أخرى فكانت تقدم نقودًا وهدايا للأطفال، واستمر هذا التقليد إلى العصر الحديث , كما انها لاتختلف بين المحافظات السورية فمعظمهم يطلق على العيدية اسم «الخرجية» ويعطيها الآباء والأمهات والأقارب للأطفال أثناء زيارتهم لبيوت الأقارب في أيام العيد.‏‏

متوارث‏‏

ورغم كل التطورات التي طرأت على المجتمع إلا أن «العيدية» لاتزال عنواناً يشغل الأطفال، ولاسيما في الأحياء الشعبية فهي عادة متوارثة عبر كل الأجيال يتحدث ابو محمد 70 عاما ويقول اعتاد الآباء والأمهات والأشقاء الأكبر وكذلك الأعمام والأخوال على تقديم مبلغ من المال للطفل كعيدية ينفقها على الألعاب، ولا يسأل كيف ينفقها، وهكذا يجد الطفل نفسه غنياً في أيام العيد، وبشكل غير معتاد، فيتفنن في إنفاق هذه «الثروة» وبعضهم إذا كان لا يملك دراجة هوائية، فإنه يستغل أيام العيد ليستأجر مثل هذه الدراجة، وبعضهم الآخر يركب «الحنطور» الذي يجره الحصان، كما أن الكثير من الأطفال يرتادون الحدائق العامة التي خصصت مساحات منها لألعاب الأطفال المجانية.‏‏

إحساس بالمسؤولية‏‏

فيما يرى الباحث الاجتماعي رامي دلول أن للعيدية قيمة اجتماعية مهمة جدًا فهي تنمي قدرة الطفل على التصرف وأخذ القرارات بما يمتلك من نقود، وتدربه ليستطيع مستقبلا تعلم كيفية التصرف في أمواله والتخطيط السليم لصرف نقوده؛ لذا فهي تشجع الطفل على التصرف السليم في عيديته وتعطيه ثقة بنفسه , لذا يجب على الآباء عدم انتقاد أطفالهم صراحةً في طريقة صرفهم للعيدية واتهامهم بالإسراف والتبذير؛ لأن هذا يفسد سعادتهم بها.‏‏

وأخيرا : هناك الكثير من العادات والتقاليد المتوارثة جيلا بعد جيل وأثبتت قدرتها على الصمود في مجتمع ساده الكثير من العادات الدخيلة والحديثة , لتبقى معها العيدية احد أهم وألطف العادات التي يحبها أطفال سورية كما كبارها رغم كل جراحها .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية