تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بعض الاعتذار..

مجتمع
الاثنين 11-8-2014
 غصون سليمان

إذا كان قد أخطأ أحد ما مع الآخر ، أخ زميل ،صديق أي شخص .. سرعان مايبادر الذي شعر بحصول هفوة ما ، بقول عبارة عذرا أو يعتذر أو أخطأت دون قصد أو تصرفت بسلوك غير لائق أو لم نحسن تقدير الأشياء كما يجب ..

وكما يقال كثيرا مايأخذ المرء صاحبا له بعد مشاجرة أو صعوبة موقف ..‏‏

فالاعتذار هو ثقافة اجتماعية ولون من ألوان التعاون الإيجابي فنحن بشر نخطىء ونصيب ولكن يبقى للهفوات مساحة مغفورة في سلوكنا اليومي ..‏‏

بالأمس حصل سوء تفاهم بين شابين في سرفيس عام ،تطور الموقف من نظرة حادة إلى كلمة جارحة إلى نبرة صوت عالية إلى تداخل ألفاظ غير لائقة .. كلاهما كبر رأسه وكلامه بحق الآخر على مرأى من جميع الركاب دون أن يعيران أي اهتمام أو احترام للجماعة التي تدخلت للتهدئة ووجوب المسامحة إذ لاشيء يستدعي هذا التطور المفاجىء في السلوك وأسلوب التهديد والوعيد ورفع الأيدي وتبادل الشتائم والسباب الذي لامبرر له ..‏‏

ولو ياشباب تقول إحدى السيدات المقدرات في العمر وخبرة الحياة ألهذه الدرجة أصبحنا لانطيق الصبر على بعضنا ..ولو إن أحشاء البطن تتصارع في بعض الأحيان كما يقال ..أنتم كأبنائي وأمون عليكما بالكلام إن كنا قد خسرنا بعض الصبر وطولة البال نتيجة الضغوط المختلفة في هذه الأزمة علينا ألا نخسر أو نتخلى عن مفهوم ومبدأ الاحترام وامتلاك الجرأة للاعتذار ..‏‏

أنت أخي أو أيا كنت أخطأت بحقك عن قصد أو دون قصد سامحني ..خزا الشيطان كان أسرع للنيل من غضبي ..صدقوني لايخسر الانسان شيئا إذا أحسن التصرف والتدبير ولاسيما في لحظات الغفلة والهفوة الإجتماعية ، فالكل في الهم سواء ..‏‏

ولكن يبقى لحرمة المكان العام ، الشارع ،السرفيس، المؤسسة، بيئة العمل لها خصوصياتها وموجباتها ودوافعها ..وأن أجواءها غير مستباحة لتعكير مزاج وصفو الآخرين ..ومن يرد أن يغضب وينفس عن ضيق خلقه فعليه الالتزام بداره ومنزله فهو حر الشأن فيه ..‏‏

أما أن يسلك طريق العنتريات الجوفاء ورفع الأنف ، وياأرض اشتدي ، هو أمر مرفوض وغير لائق ولا يجوز أن يتعدى حدود النفس البشرية ومكوناتها لأن الصبر ميزان التعقل والحكمة ..ومانتيجة التأني إلا السلامة .‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية