إنها على مستوى الشراكة الاستراتيجية.. وتزايدت هذه العلاقة بين البلدين متانة ورسوخا في المرحلة الأخيرة بفعل القيادة السياسية في هذين البلدين واللذين يشتركان في الرؤى الواحدة والمصالح المشتركة في كثير من القضايا الاقليمية والدولية, وقد طال التعاون بين موسكو وكاراكاس مختلف المجالات سواء على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي أو العسكري ووقعت اتفاقيات كثيرة بين البلدين في هذه المجالات والتي كان أكثرها وضوحاً وذا دلالة على المستوى الدولي إجراء البلدين مناورات بحرية مشتركة في البحر الكاريبي والتي أكدت جهات روسية عديدة بمافيها الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف نفسه على سلمية هذه المناورات من جهة وعلى أهميتها في إرساء الأمن والسلام في العالم وبخاصة في منطقة الكاريبي من جهة أخرى وكان آخر التأكيدات على أن هذه المناورات لا تستهدف أحداً كما تحاول واشنطن ترويجه هو ما جاء على لسان نيكولاي باتروشيف سكرتير مجلس الأمن الروسي خلال لقائه في كاراكاس الرئيس الفنزويلي أوغو شافيز قائلاً: إن هذه المناورات التي ستجري في البحر الكاريبي لن تستهدف أحداً وإن الهدف الوحيد من إجرائها هو تعزيز أنظمة الدفاع المشتركة بين البلدين بغية المساهمة في تعزيز أمنهما المشترك.
ومن المقرر أن تشارك في هذه المناورات سفن روسية من أسطول بحر الشمال وعدد من قطع البحرية الفنزويلية وتسعى روسيا وفنزويلا إلى تعزيز التعاون بينهما في مجال التقنيات العسكرية وتندرج زيارة باتروشيف لفنزويلا على رأس وفد رفيع تحت هذا السياق والتي استهلها بلقاء الجنرال خيسوس غوانزاليس المسؤول عن قيادة العمليات الاستراتيجية في فنزويلا والذي أكد بدوره أن بلاده ستبتاع من روسيا أسلحة جديدة من ضمنها صفقة دبابات دون الكشف عن عددها أو ثمنها وذلك بهدف تكريس التحالف الثابت والنهائي بين موسكو وكاراكاس, ورأى غونزاليس أن شراء طائرات ومروحيات ودبابات جديدة هو جزء من الأمن القومي لبلاده ولايهدد أي دولة أخرى نظراً لقدم الأسلحة الدفاعية الفنزويلية التي يعود معظمها لأكثر من ثلاثين عاماً.
باختصار هذه المناورات تأتي لتصب في مصلحة السلام والاستقرار العالمي خاصة في ضوء التمادي الأميركي للسيطرة على مقدرات الدول وثرواتها المختلفة وبخاصة النفط والتدخل في شؤونها الداخلية تحت حجج واهية والتي أصبح زيفها واضحاً للجميع , وأصبح من واجب القوى الحرة في العالم أن تقف في وجه التهديدات الأميركية للسلام في مختلف دول العالم وليس فقط في المحيط الروسي أو دول أميركا اللاتينية نظراً لخطورتها على الأمن والسلام العالميين, وتأتي روسيا وفنزويلا في مقدمة الدول التي ترفض السياسات الأميركية وإملاءتها على الآخرين بغية تحقيق مصالحها ومآربها حتى على حساب خراب الدول ومصالحها وأمنها واستقرارها.