واذ تقترب الكاميرا من حبات الزيتون المتجمعة فوق قطع القماش, تعود وتبتعد لتنقل, همجية المستوطنين على حبات الزيتون, أما قاطفوه فتلك الاعتداءات جزءا من يومياتهم مع الاحتلال .
فمنذ بدأ موسم القطاف هذا العام في فلسطين قبل أسبوعين وقناة الجزيرة ترصد حب الفلسطيني والفلسطينية للزيتون, وكره المستوطن للاثنين معا ولمن يناصرهما, فقد اعتدوا على المناصرين الأجانب, وعلى الصحفيين واختطفوا كاميراتهم, وحطموها وجنودهم يقدمون الدعم بالقنابل المسيلة للدموع, والرصاص الحي, فقد أصبحت أحد فصول الحرب بين حبة الزيتون والرصاص, في بعلين وغيرها من القرى الفلسطينية.
وعندما يريد الصحفي أو مقدم قضية الحصاد أن يتمم عمله ويظهر مهنيته بلقاء سيدة تروي أمام الكاميرا كيف عادت بأطفالها الى البيت خبأتهم ورجعت الى شجراتها, فهم كما تقول كما أبنائها( غاليين على قلبها), أو استضافة شخصية فلسطينية من الداخل ليتحدث عن التطهير العرقي, الاأن تكرار المشهد, يدفعنا للاحساس بأننا نعذبها , لأننا نجعلها في دوامة التكرار الدائم , فتكون مأساة جارية وكأنه لامجال لالتقاطها, وهذه التغطية الاخبارية مع صورها تأتي تأكيدا للاستحالة, وهول البث المباشر يحول وجه الفلسطينية المعذبة المرعوبة الى جزء من رسالة اعلامية, تتحول بعده الى أرشيف, لايمكن أن نسميه الا التعذيب الدائم, دون أن نعرف متى ينتهي.