تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


قراءة في حدث...أمسية في الذاكرة..

آراء
الأربعاء 22/10/2008
د. اسكندر لوقا

تكريماً للأديبات العربيات المدعوات الى دمشق عاصمة الثقافة العربية للعام 2008 احتضنت الأديبة كوليت خوري المناسبة فدعت إلى أمسية شهدت حفلاً موسيقياً في دار الأسد للثقافة والفنون.

حضر الأمسية جمهور من عشاق الموسيقا والغناء , وقد أحياها ليلة السبت الفائت على مسرح الدار ليلة الثامن عشر من الشهر الجاري كل من فريقي جوقة الفرح ورابطة منشدي مسجد بني أمية وقد تجلت فيها روح الإخاء الاسلامي- المسيحي وذلك في سياق التراتيل والتراث التي أمتعت الحضور, وكان نجما الامسية الشاهدة على وطن الإخاء بالفعل لا بالقول هما الشيخ حمزة شكور والأب الياس زحلاوي.‏

الشيخ حمزة شكور‏

لا يحتاج الى تعريف, فهو من الأسماء التي لم يقتصر حضورها على الساحة المحلية بل تجاوزتها الى أقطار عربية وأجنبية . وبذلك اكتسب الشيخ شكور شهرته وتحديدا من خلال الأناشيد الدينية التي حملها وأفراد فريقه الى ما وراء حدود الوطن ونالت تقدير حضور امسياتها الغنية بمفرداتها الفنية- التراثية واهتمامهم على حد سواء.‏

ولا يقل الاب الياس زحلاوي مكانة عن زميله شكور في نيل الشهرة منذ أن أسس جوقة الفرح قبل العديد من السنوات, وقد كان اللقاء بينه وبين الشيخ حمزة شكور, بمبادرة مشتركة من جانب كليهما, كان بادرة تكون هذا الثنائي الرائع اظهار حقيقة واقع العيش المشترك في سورية, الاخاء بين مواطنيها من دون تمييز فيما بينهم على أرضية الدين أو الجنس أو المكان وسوى ذلك ما جعلة- الثنائي- قدوة في التعبير عن احترام المواطنة وانتماء انسان الوطن إلى أرضه كما انتماؤه إلى رب السماوات والارض.‏

ظاهرة الثنائي هذه , إن دلت على شيءفإنما تدل أن ما فرض قسرا على منطقتنا العربية منذ عام التقسيم الجائر في سنة 1916 , استنادا الى وثيقة مشؤومة هي وثيقة سايكس - بيكو لم تحقق أهدافها المبيتة في إحداث الشروخ على مستوى العلاقات بين الانسان والانسان في بلادنا مثلما استطاعت أن تحدثها على المستوى الجغرافي, ولهذا هزمت وانتصر إنساننا في أربعينات القرن الماضي, وما زال يسجل انتصاراً بعد الاخر في مواجهة مخططات التقسيم التي يرسمها أعداء المنطقة العربية عموماً وأعداء سورية خصوصاً على أرضية الممانعة التي ما برحت قيادتنا السياسية تجسدها وقفة عز وكبرياء ضد كل المخططات وواضعيها على بساط التجربة أو الاختبار.‏

إن أمسية الثامن عشر من الشهر الجاري في مناسبة الترحيب بأديباتنا العربيات كانت أيضاً مناسبة فريدة في عام دمشق عاصمة للثقافة العربية, لاحترام الكلمة الملتزمة بقضايانا الوطنية , من مشرق الوطن العربي الى مغربه مثلما هي مناسبة للترحيب بالاقلام التي طالما عكس حاملوها الهم العربي في زمن الفعل لاستعادة التاريخ والمكانة, التاريخ الذي أعلى من شأن الأدب العربي, شعرا ونثرا, في زمن بعيد نسبياً, والمكانة التي خسرنا بعضا من جوانبها ويسعى المبدعون من أدباء وأديباتا في وطننا العربي لاستردادها في زحمة التنافس على إثبات الحضور في الساحة الثقافية على المستوى العالمي. وثمة العديد من الفاعلين في هذه الساحة يستحقون حقا التعريف بنتاجهم وإلقاء الضوء على إبداعاتهم.‏

أمسية الترحيب بأديباتنا العربيات تبقى في الذاكرة عنواناً لمكانة بلدنا في مجال احتضان الكلمة الصادقة, الكلمة القادرة على محاربة مخططات التقسيم التي ترمي الى إيجاد فجوة هنا وفجوة هناك تمكن أعداء أمتنا العربية من اختراق الصف العربي على مستوى الثقافة بعدما استطاعوا ان يخترقوا الصف على المستوى السياسي في اكثر من موقع . وما نشاهده حولنا اليوم أكبر دليل على ما حققوه في المجال السياسي وما لم يتمكنوا من تحقيقه في مجال الثقافة. وهنا تكمن أهمية احتضان الكلمة الشريفة المناهضة لكل مظاهر ابقائها في حالة كمون واستكانة.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية