فآخر كتاب أصدره الكاتب البيروفي ماريو فارغاس يوسا حمل عنوان (إغواء المستحيل)
وهو عن الشاعر الفرنسى الشهير فيكتور هوغو وروايته المعروفة (البؤساء) التى بحسب تعبيره (دفعت العديد من الرجال والنساء إلى الرغبة فى عالم أكثر عدلا وجمالا).
وقد بدأت علاقة فارغاس يوسا بفيكتور هوغو فى عام 1950. وقتها كان فى الخامسة عشرة من عمره. وكان تلميذا داخليا فى المدرسة العسكرية بليما. ولما وقعت بين يديه رواية (البؤساء) أصبحت شخصياتها المتمثلة فى جان فالجان المطارد من قبل الشرطة, والمفتش جافير والطفل غافروش والبنت الصغيرة الجميلة كوزيت وعائلة تيناردييه الرهيبة والقاسية, تملأ عالمه الحزين, وتطرد عنه كآبة المبيت الداخلي, والحياة الرتيبة التى كان يحياها.
ويقول يوسا إن فيكتور هوغو كان يتمتع بحيوية لا مثيل لها فى العمل. وكان محبا للحياة, مقبلا على ملذاتها. وحتى عندما تقدمت به السن, فإنه ظل يعشق النساء. وأشهرهن جولييت درويه).
وفى حوار أجرته معه جريدة (لوموند) الفرنسية فى عددها الصادر يوم الجمعة 20 حزيران/ يونيو 2008 وذلك بمناسبة صدور(اغواء المستحيل) قال فارغاس يوسا (اليوم, لا أحد يمكن أن يثبت أن قصيدة ما يمكن أن تواجه الظلم, وتنهيه. مع ذلك علينا أن نحذر من الأدب. إنه مادة شديدة الحساسية.)
يوسا بلغ الثانية والسبعين من عمره,و لا يكاد الكاتب المعروف يوسا يتوقف عن الطيران بين ليما عاصمة بلاده البيرو, وباريس ولندن, ومدريد, له فى كل واحدة من هذه العواصم الكبيرة الثلاث, شقة فيها يستريح ويكتب. وهو يقول: »لي أجنحة في كعبي حذائي. لذا أنا فى حركة دائمة. وتغيير المكان يهبنى التجديد الذى أطمح إليه, وإليه أحتاج. تلك هى طريقتى المفضلة لمواجهة الرؤية الضيقة والمحلية للحياة وللثقافة).