تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كتاب الاعتبار برؤيا من هاني الحاج

كتب
الأربعاء 22/10/2008
صدرعن دار (ذكريات) مذكرات الشاعر والدبلوماسي والفارس العربي أسامة بن منقذ, وهو مايُعرف باسم (كتاب الاعتبار) تحقيق الأستاذ هاني الحاج.

عاش أسامة بن منقذ أربعة وتسعين عاماً,خلال القرن الثاني عشر الميلادي, وهي فترة يصفها المؤرخ فيليب حتي بقوله إنها (الفترة الأكثر فاعلية في التاريخ البشري) وذلك لما لها من تأثير على ماتلاها, ففي مطلع القرن الثاني عشر بدأ الغزو الأوروبي لبلاد الشام, وهو ماعرف بالحروب الصليبية.‏

يُعتبر (كتاب الاعتبار) شيئاً متميزاً في الأدب العربي, وفي الأدب العالمي أيضاًلأنه مؤسس (لأدب المذكرات).‏

حارب أسامة في صفوف عماد الدين زنكي أمير الموصل, ثم أصبح المستشار الأول والرفيق النديم لأمير دمشق معين الدين أنر, وحين كثر حساده في دمشق استقبله الخليفة الفاطمي (الحافظ) في مصر, وأصبح المستشار الأول والقائد العسكري لحكام مصر الملك العادل ابن السلار, والملك الصالح عباس, وحين عاد إلى دمشق تمسك به الملك العادل نور الدين زنكي, وعاش في كنفه, إلى أن هدم الزلزال بلدته (شيزر) وقضى على عائلته فاعتزل الحياة ورحل إلى (حصن كيفا) على نهر دجلة أقصى شمال العراق.. وهناك كتب كتابه (كتاب الاعتبار) ليقدّم فلسفته وتجاربه في الحياة من خلال حكايات وأحداث واقعية عاشها فصور بها الواقع الاجتماعي والسياسي والبيئي خلال المئة سنة الأولى من الاحتلال الفرنجي لساحل بلاد الشام.‏

مات أسامة بن منقذ عام 1188 ميلادي أي بعدعام من معركة حطين التي انتهت بتحرير القدس, ودفن في سفح جبل قاسيون على جانب نهر يزيد, وكان السلطان صلاح الدين الأيوبي قد استدعاه أواخر سنين حياته فأنهى عزلته وتفرّغ لإلقاء الدروس في مدارس دمشق.‏

حياة غنية لهذا السياسي الأديب القائد العسكري, تزيد في أهمية الكتاب ومصداقيته.‏

يتساءل محقق هذه الوثيقة التاريخية المهمة- المحفوظة بمكتبة الأسكوريال بإسبانيا- في تمهيد مطوّل يستهل به الكتاب ويرفقه برسوم وصور ملونة وخرائط وشروح: ما مبرر إعادة شرح ونشر (كتاب الاعتبار) وقد سبق نشره في عدة لغات, منها العربية, خلال القرنين الماضيين.‏

يجيب بقوله:‏

- إن الطبعات التي نشرت في الماضي لم تأخذ بعين الاعتبار سوى القارىء الباحث, هذه نسخة تبسط وتسهل القراءة لكل راغب بزيادة معارفه, وجمهور القراء- لا الباحثين- هم الذين يتكون منهم الرأي العام, وهم الذين يؤثرون بمجريات الأحداث, لذا فالرأي العام يجب أن يكون على معرفة بالأحداث من مصادرها لامن أجهزة الإعلام المعاصرة التي غالباً ما يتحكم بها أصحاب المصالح لا أصحاب المواقف.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية