القائم على تمثيليات القصاص الشعبي المرحوم حكمت محسن التي كان كتبها للإذاعة, من قبل, انتقى منها طلحت ما يصلح للدراما التلفزيونية, وقدم لوحات شعبية إنسانية كان حكمت محسن قد أذاعها عبر إذاعة دمشق وإذاعة الشرق الأدنى, كانت العملية إنجازاً ووفاء, لتراث هذا الرجل الذي خدم الدراما الشعبية أغناها بأفكار جديدة لم تطرق من قبل, وهذا حق الفنان على الناس بعامة, وعلى الفنانين بخاصة, أن يكونوا أوفياء للفنانين القدامى الذين اشعلوا المشعل وأناروا الطريق قبلهم, وساعدوهم. ربما ذكرني وكنت قد نسيته تماماً أن طفلة في السابعة كانت قد ظهرت في مسلسله الأول (الدنيا مضحك مبكي( هي سلاف فواخرجي, التي بدت موهبتها تتضح منذ ذلك الوقت البعيد, وقد يكون الفضل في ذلك لأمها الأديبة المعروفة.
ويذكر طلحت حمدي أن سلاف فواخرجي كانت من النبل والوفاء بحيث ذكرت طلتها الأولى في التلفزيون عندما كانت طفلة, وأثنت على مكتشف موهبتها, وقدرته دائماً في جميع لقاءاتها التلفزيونية, فهي تذكر دائماً طلحت بخير.. وبأنه هو الذي دفعها دفعاً قوياً إلى هذا الكار, وكانت بعد طفلة في أول مراحل العمر, فكبرت في عيني على وفائها ونبلها في زمن بات فيه الوفاء والنبل نادرين تماماً, وتذكرت طلتها في مسلسل, اسمهان الذي قامت بدورها فيه فأحسنت واتكأت على موهبة ظهرت وستظهر في المستقبل, ما وفر للدراما السورية نجمة جديدة, موهوبة وجميلة.
إن الوفاء من شيم الأصلاء والطيبين, وكما كان طلحت وفياً لحكمت محسن الذي كان عبقرياً في كتابة الدراما الشعبية, كانت سلاف وفية لطلحت الذي اكتشف موهبتها, وأطلقها, فكانت تشبه فاتن حمامة في ظهورها كطفلة مع عبد الوهاب ثم كنجمة في المستقبل. دار الحديث على هذا النحو بين طلحت وبيني, عندما التقينا آخر مرة, وكنا نلتقي يومياً ذات زمان, وكان من جملة الحديث استعراض لفنانين وأدباء وأشخاص لم يكونوا أوفياء قط ممن أخذ بيدهم نحو النجاح, فضحكنا ضحكات تقطر ألماً, دخلت هذا زمن العقوق!