تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحوت .. مقولات اجتماعية

شؤون ثقا فية
الأربعاء 22/10/2008
آنا عزيز الخضر

الحوت من الأعمال الدرامية الضخمة التي تابعها الجمهور السوري ,من ضمن الأعمال الرمضانية الكثيرة حيث تفرد بالتركيز على بيئة ساحلية بكل ملامحها,فاهتم بحكايا قديمة

ليست بالتاريخية البحتة, رغم أن زمانها يدور في عشرينيات القرن الماضي, إذ تم نقلها بشكل درامي لكنه يوثق اجتماعيا وسياسيا لبيئة اجتماعية شعبية, عاصرت فترات سياسية عبثت أيادي المحتل في استقرارها على كافة المستويات بالرغم من المقاومة أظهر العمل مجابهة الشعب السوري وعدم استكانته للمحتلين موظفا ذلك الصراع الأبدي ما بين الخير والشر,والحق والباطل من خلال حكايا تلك البيئة بمحاورها الدرامية والصراعات ما بين شخصيات تتناقض في بنيتها وبيئتها وموقفها,راسما في النهاية وجهة نظر يجتمع حولها دون اختلاف من آمن بقيم الحق, حيث رأينا نسيجا فنيا بين خطوطه.. الغنى الدرامي والفكري.‏

فكان هناك بيئة شعبية بعوالمها وملامحها النقية التي تسوق التطهير والمقاومة لمن استعبدته الشرورمثلما هو /أسعد الحوت / الذي يلهث وراء الثروة وجمعها عبر وسائل حملت الغدر وأساليب منحرفة لتحقيق مكانة اجتماعية وجاه مزيف, فلم يكن يتورع بإيقاع الأذى والظلم لأي شخص كان, ويبطش بكل قسوة وجبروت بكل من يقف عثرة في وجه طموحه.ليصبح في النهاية طاغية بكل معنى الكلمة.‏

أما شخصيات العمل التي تصاعدت أفعالها الدرامية متقدمة بملامح ومقوماتها الخاصة خلال خطوطها الدرامية وارتباطاتها وعلاقاتها المتنوعة, تمكنت من أن تجسد مفاهيم ومقولات ونماذج اجتماعية متنوعة,كتلك الأم /أم أسعد/ التي اجتمع في ارتباطها المطلق بالخير والقيم وجدان شعب متمسك أبدا بالحق والقيم النبيلة,في نفس الوقت الذي يبلور العمل دراميا ارتباط الخيانة الوطنية واللانتماء بالفساد وأعمال الشر لاسيما عبر شخصية /أسعد الحوت / التي اقترفت آثاما لا تعد ولا تحصى من أجل مصلحتها الشخصية وعلى حساب المحيطين به إن كان من أفراد قريته أو المدينة التي انتقل إليها واستقر فيها تاليا, ليجتمع مع نماذج تشابهه موقفا وتصرفات وأفعال والوسيلة أساليب غير أخلاقية نصب واحتيال واستغلال وكل ذلك كان وجها آخر تطابق تماما مع موقفه من أخيه /حسن / الذي استشهد دفاعا عن أرض الوطن أثناء مقاومته للمحتلين الفرنسيين, إذ سخر /أسعد/ من موقفه النضالي هو ومن معه من الثوار الذين نظموا صفوفهم حتى يتمكنوا من المجابهة رافضين الاستعمار ومحبطين لأهدافه,معتمدين على أرضية صلبة تعزز أركانها علاقات إنسانية نقية وقيم نبيلة تمجد الخير كأساس يربط الناس ببعضهم البعض حيث الفرز القيمي واضح الملامح في العمل, إذ أشار إلى منظومة أخلاقية تكاملت للدفاع عن الكرامة فمن تمسك بالحق وآمن بالخير ناضل من أجل وطنه بينما تخلف نظيره لا مباليا منشغلا بأنانيته العمياء والتي ينبذها الزمان والإنسان لا محالة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية