وركز المحاضر في حديثه على تطور مركز مدينة ماري وتجديد النسيج الحضري فيها خلال المراحل الثلاث التي طرأت عليها عندما كانت واحة رائعة وموقعا تجاريا مهما بين بلاد الرافدين ومملكة حلب في الالف الثالث قبل الميلاد.
واضاف .. ان الدراسات الاثرية كشفت ان المدينة التي تأسست عام 2900قبل الميلاد قامت على مخطط مستدير على طريق الفرات في منطقة الرافدين وفي داخله تلة وقد كانت تمثل اهم واكبر المؤسسات المدنية في الالف الثالث قبل الميلاد في تلك المنطقة واستمرت1200عام.
وعرض المحاضر في سياق حديثه عن مراحل التنقيب والاعمال الحفرية الكثير من المخططات الطبوغرافية والهندسية والصور التي توثق مراحل العمل والنتائج المهمة التي توصل اليها فريق العمل في موقع ماري.
وقال انه تم في عام 2006تحديد عمر المدينة بشكل نهائي واكتشاف بقايا تحصيناتها التي كانت تشكل العنصر الدفاعي المهم في العصر العموري اضافة الى عناصر لحي سكني وقبر يعود الى الطور الثاني للمدينة ولقي اثرية تعود لصاحب القبر.
وخلال العامين الماضيين تابع بوترلان حديثه عن اخر المكتشفات قائلا ان البعثة الفرنسية اجرت خلال العامين الماضيين مسحا طبوغرافيا لشرفة قصر ماري وكشفت عن واجهة المبنى وبقايا معبد برجي وبقايا المدينة وكذلك عن تمثال لشخص في وضعية الصلاة وعن مسمار تأسيس الكتلة الحمراء بمقر سكن الخدم في القصر ويبلغ طوله 25سنتيمترا.
كما تم الكشف عن نقوش ملكية ورقم كلسية ورخامية تعود للالف الثالث قبل الميلاد. وتعد مدينة ماري من اهم المواقع الاثرية الواقعة في وادي الفرات بالقرب من مدينة البوكمال وقد بدأت بعثة اثرية فرنسية برئاسة البروفسور اندريه بارو اعمال التنقيب فيها عام1933بعدما عثر سكانها على تمثال حجري مكتوب عليه باللغة المسمارية.
تجدر الاشارة الى ان باسكال بوترلانهو استاذ محاضر في تاريخ العالم القديم واثاره يدير البعثة الاثرية الفرنسية في موقع ماري وله كتب عدة عن تاريخ منطقة مابين النهرين.