تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


غير صالح للنشر

البقعة الساخنة
الثلاثاء 23-10-2018
عزة شتيوي

من حرر الرقة ؟... تمتطي فرنسا ريشة « نابليون بونابارت» وتمضي على بيان التحرير.. وتؤرخ الانجاز بعام على الاعجاز.. وسنة كاملة على حملة اخراج البغدادي من «عاصمة خلافته» في سورية ..

دونما أن تذكر متى بدأت الحملة واين انتهت؟ ..هل كان ذلك بسيلان آخر قطرة دم من المجازر المتعمدة بحق المدنيين من قبل التحالف الدولي أم أن سقوط كل البنية التحتية هناك والدمار الشامل للبيوت والمؤسسات على يد الطائرات الغربية بحيث لم يبق سوى الخراب هو مؤشر «علمي» على أن الخليفة الداعشي قد غادر المدينة نظراً لنقص الخدمات أو تلبية للدعوات الغربية ؟؟‏

هي «العبقرية « الفرنسية في تدوين التاريخ بقيت على سجيتها الكلاسيكية في اعلان الانتصار بحفلة شاي داخل غرفة الأخبار دونما بث مباشر للمدينة أو للحياة في الرقة أو صور للعمليات العسكرية كل ما هو في ذاكرة أهل المدينة من الناجين من ذبح داعش بالسكين.. وقصف للطائرات الغربية دون التمييز حتى بين البشر والحجر ... بل أن أرشيف الأمم المتحدة مليء بالاعتذارات الغربية عن المجازر «غير المقصودة « لطائراته التي لو صوبت وقررت قتل الدواعش كما قتلت أهل الرقة لاحتفلنا معها بعد اسبوع بالقضاء على آخر ارهابي في المنطقة ..‏

الهدف من اعلان باريس احتفالها بانقضاء عام على التحرير .. ليس التحرير ذاته بل تبرير ما وراء أخبارها هو أنها بدأت تدفع بالدولار لأميركا لدخول ملف اعادة الاعمار لكن ليس لسورية الموحدة .. بل للفدرالية التي بها «تبشر» الأكراد وتبيعهم فيها صكوك الاستقلالية !!‏

ليست فرنسا وحدها في هذه العملية الموازية في مفعولها لارهاب داعش بحيث تنهش جزءا من الجغرافيا السورية بل هناك ألمانيا والسعودية ومعهم واشنطن كلهم بدؤوا بجمع «التبرعات» لاعطائها للأكراد تحت ذريعة اعادة الاعمار وحفر «البنية التحتية» للفدرالية والتي وصلت حتى الآن لـ 200 مليون دولار ..‏

استخدام مصطللح اعادة الاعمار كستار للفدرلة وابقاء الملف السوري من شرق البلاد تحت السيطرة هو المنشار الجديد الذي تحاول فيه واشنطن والغرب ومعهم السعودية تنفيذ خرائط تفتيت وتقطيع سورية والمنطقة.‏

هي سياسة المنشار يبدو أنها باتت دارجة أكثر من السيوف الارهابية هذه الآيام خاصة أن السعودية أخذت براءة اختراع بادخالها في عمل القنصلية واعمالها الدبلوماسية اللاحقة ولكنها تناست ومن معها غربيا بأن جسد الخاشقجي الذي قطعته لتتناوله الدول الغربية حصصا سياسية .. لا يشبه ما اختبرته في سورية .... وان ما عجز عنه داعش وسيف النصرة لن يستطيع «منشار اعادة الاعمار» تمريره .. فشرق سورية غير صالح للنشر .. حتى لو أمسك ترامب بمنشار الترليون دولار.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية