فبعد خمس مراحل انقضت حتى الآن تم تغيير ستة مدربين ما بين استقالة وإقالة، رغم أن المدربين ليسوا المسؤولين عن سوء النتائج لوحدهم، وخاصة في أنديتنا والظروف التي تعيشها هذه الأندية، وهي ظروف إدارية ومالية، فضلاً عن الملاعب التي معظمها سيء ولا يمكن للفرق الجيدة أن تقدم أفضل ما لديها عليها.
تغيير المدربين باختصار أحد سلبيات هذا الدوري، وهو يعني بالدرجة الأولى ضعف الإدارات إدارياً وفنياً ومنطقاً، فالإدارة التي تقيل مدرباً ما هي نفسها التي منحت هذا المدرب ومنحته الثقة قبل مدة، فكيف لهذه الإدارة أن تفهم عمل المدرب وكأنه لمسة ساحر، وكيف لهذه الإدارة وهي التي لا تقدم كل أسباب النجاح، وتعلم أن ما لديها من لاعبين لا يفي بالغرض، أن تطالب مدربها بالمنافسة؟! هذا في الوقت الذي كان على هذه الإدارات الدفاع عن اختياراتها، وأن تعمل على ترسيخ الاستقرار ولاسيما من الناحية الفنية، لأن النتائج لا يتحمل مسؤوليتها المدرب وحده، ومن الطبيعي أن يكون هناك منافسة وبالتالي هناك غائز وخاسر، وإذا كانت الفرق كلها ستفوز من سيخسر؟!
ما سبق يمكن أن نضعه في كفة، وما سنقوله الآن في كفة أخرى، فقد بات ملاحظاً وللأسف أنه في كثير من الأندية لم يعد هناك وئام ومحبة، ودائماً هناك صراعات على المناصب والمواقع، ولهذا نجد الذين هم خارج التركيبة وبعيدين عن الضوء، يشتغلون وربما يحرضون على من يعمل في الداخل، وهذا في أبسط الأحوال يَحدث تشويشاً وإرباكاً في عمل المدربين، وينعكس بالتالي على النتائج.
يبقى القول إن المدربين يتحملون جزءا مهماً من المسؤولية، لأنهم غالباً لا يحفظون حقوقهم عند توقيع العقود، فنرى لإقالتهم أشبه بشربة ماء!