ماذا تفعل هذه الجهات؟ فقد بدا جليا واضحا أنها حاولت لكن دون جدوى, ولكن صمتها المخيف أمام موجة التغريب والفرنجة التي تتعرض لها مدننا ولاسيما دمشق, الصمت مريب, وقاتل, ويدعونا بكل أسف لأن نقول: ليس من حق وزارة التربية, ولا الثقافة, ولا التعليم العالي بعد اليوم أن تحاسب طالبا على أخطائه اللغوية, فما يجري من تلوث لغوي نراه يزداد كل يوم, يجعل المتعلم مجبرا على أن يكون مع هذه اللوثة, فقد غدت عناوين واسماء المحلات وما يبثه الإعلام أقوى مما يعطى ويقدم في المدارس, وغدونا أمام ازدواجية لامفر منها إلا بالانحياز إلى جهة ما, وعلى ما يبدو أن المتاجر والمحال, والمقاهي, هي الأقدر والأقوى, وعوامل الجذب لديها أكثر, وعندها الإمكانات المادية والتقنية لكل هذه الاشياء.
حتى نذهب بعيدا, تمر يوم 28 \11\2018م ذكرى الخلاص من لغة التتريك, وبذلك تكون سورية أكملت قرنا من الزمن بتعريب التعليم والدوائر الرسمية, وحتى العلوم الطبية, وقد حققت نجاحا مهما في هذا المجال, ولكن يا للأسف بدأ يتآكل رصيده..يقول الدكتور مازن المبارك في الكتيب الذي أعده للتعريف بمجمع اللغة العربية, وصدر عن المجمع:لقد كان تعريب الحياة العامة واللسان خاصة هو الهم الاول للحكومة العربية, واجتمعت في رجالها الإرادة مع الهمة, والعمل مع الإخلاص, وكان أول ما قام به الحاكم أن ألف عددا من الشعب واللجان وخص كلّا منها بعمل من الأعمال التي يتطلبها التعريب في كل ميدان، كانت أولاها لجنة الترجمة والتأليف, صدر القرار بتسميتها في28\11\1918م, وكلفت الاهتمام بأمور اللغة العربية ونشر الثقافة اللغوية والأدبية بين الموظفين واستبدال الكلمات العربية بالكلمات التركية.
بكل الأحوال: نتمنى على من يهمه الأمر، مجمع اللغة، لجنة التمكين للغة العربية, والوزارات المعنية، أن تعمل على معالجة مانراه, وليكن يوم اللغة العربية يوم بداية التعريب في سورية, أو مع تأسيس مجمع اللغة العربية الذي سيحتفي بمرور قرن على ذلك العام القادم في 8 حزيران \2019م.