تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صمود سوري في وجه عواصف التآمر الغربي.. والمناخ الدولي يبشر بأمطار الحلول السورية.. مماطلة تركية على مقاس «النصرة».. وأردوغان يدفن تعهداته في كهوف احتياله

الثورة - رصد وتحليل
أخبــــــــــار
الثلاثاء 23-10-2018
يمر اتفاق «سوتشي» بشأن إدلب بمرحلة جمود تنتظر الخطوة التالية في الوقت الذي ترتدي التحركات التركية لبوس المماطلة واللعب على جميع الحبال، فالنظام التركي المراوغ والمستدير في اصطفافاته على مقاس مصالحه التوسعية وأطماعه في الارض السورية لايزال يقف الى جانب «جبهة النصرة» الارهابية على أكثر من جهة،

ولايزال السلاح الثقيل الذي بحوزة الارهابيين موجوداً لم يسحب من كثير من المناطق على عكس ما تم التسويق له تركياً، بيد أن القرار السوري الحازم باستعادة محافظة إدلب من براثن الإرهاب قد اتخذ منذ فترة، واليقين السوري بعودتها حتماً الى سيادة الدولة السورية لا تزعزعه مناورات الرمق الارهابي الاخير التي يلعبها أردوغان توهماً منه ان الوقت سيحدث تغييراً يتوهم أنه سيكون لمصلحته ومصلحة ادواته، فتحرير إدلب قادم إما بالحل السياسي وإما بالعمل العسكري ولو كره أردوغان.‏

في تفاصيل المشهد السوري وبالتحديد في إدلب التي دخلت في فترة مخاض للتخلص من الارهاب، وفي مرحلة تنفيذ الاتفاق المبرم بين روسيا وتركيا خرج النظام التركي الذي يدعي استعصاء تطبيق الاتفاق وانه بحاجة لمهل اضافية للإقناع والتأثير على الارهابيين الذين خرجوا من تحت عباءة ارهابه ليوهم بانه فقد القدرة في التأثير على «جبهة النصرة» التي يمولها ويدعمها، حيث كشفت مصادر محلية عن قيام تركيا بتوجيه رسائل شفوية بمزاعم التحذير إلى التنظيمات الارهابية مثل «هيئة تحرير الشام» (تنظيم جبهة النصرة الإرهابي)، مفادها أن استمرار تعطيلها لاتفاق سوتشي حول إدلب سيكون معركة «خاسرة حتماً»، فيما أكدت مصادر مقربة من تنظيمات ما تسمى «جبهة تحرير سورية» أحد أهم تشكيلات «الجبهة الوطنية للتحرير» الإرهابية التي أسسها نظام أردوغان في لعبة جديدة على تسميات التنظيمات الارهابية أن لجوء أنقرة إلى دبلوماسية الرسائل مرده تخوفها من وصول اتفاق إدلب إلى طريق مسدود في وقت قريب ما لم يجر تنفيذ البند الثاني من الاتفاق القاضي بانسحاب التنظيمات الارهابية، وبالتالي قد ينعكس سلباً على ما سمته الامن القومي التركي.‏

وفي أول ترويج تركي ادعائي انه بناء على هذه التحذيرات قامت التنظيمات الارهابية المؤتمرة بالأوامر التركية مثل «الزنكي وفيلق الشام وثوار الشام» المندمجين في ما تسمى «الوطنية للتحرير» سحبوا آليات ثقيلة لهم من غرب حلب.‏

سحب الآليات الثقيلة للتنظيمات الإرهابية لم يشمل متزعمي الارهاب في إدلب على ما يبدو، فلا يزال أبرز المتزعمين يصولون ويجولون في منطقة الاتفاق المبرم، وهو ما دفع ببعض العناصر التابعة «لداعش» والمتواجدة في الأردن بإجراء وساطات تحاول اقناع متزعم «جبهة النصرة» الارهابي المدعو ابو محمد «الجولاني» بالإفراج عن «المفتي الشرعي» الاردني في «داعش» سعد الحنيطي، قبيل إتمام تنفيذ اتفاق سوتشي، وتحدثت مصادر في عائلة الحنيطي ان «الجولاني» أمر بحبسه بمجرد وصوله مؤخرا الى ادلب بعد تمكنه من الهرب بطريقة مجهولة من مدينة الموصل العراقية، بذرائع انه لم يتورط بقتال مباشر وغير مطلوب لـ ما تسمى «المحكمة الشرعية» التابعة للنصرة الارهابية.‏

سياسياً يواصل المناخ الدولي بالتحرك الايجابي مع وصول الحرب الشرسة التي شنت على سورية الى خواتيمها، وهو ما يتمثل في التحرك الروسي الجاري على أكثر من صعيد، لإيجاد مخارج للدول المتورطة بدعم الإرهاب على سورية، وبهذا الصدد سيزور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تركيا في أواخر الشهر الحالي للغرض نفسه، وللمشاركة في القمة الرباعية حول سورية في إسطنبول، والبحث بدفع عملية التسوية السياسية خاصة بعد البدء بتنفيذ اتفاق سوتشي.‏

وفي توقعات ما سيفضي إليه المشهد في إدلب الحالي رأى محللون ومراقبون أنه من المتوقع أن تتم خلال القمة الرباعية مواءمة الجهود المشتركة لإيجاد حل دائم للأزمة في سورية.‏

التحركات الروسية باتجاه أهمية الحل والتسوية السياسية في سورية أمر فرضته التطورات والانجازات الميدانية الكبيرة التي أعادت الامن والأمان الى معظم ربوع سورية بعيداً عن كل الادعاءات الغربية المضللة، فكان تجاوب دمشق بالمبادرات الدولية حجراً فقأ عين كل من ادعى عكس ذلك، حيث وافقت الدولة السورية مؤخراً على زيارة مفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة إلى موقعين للتحقق من مزاعم وجود الأسلحة الكيماوية، وبحسب التصريحات الرسمية فهذا فحص رسمي لغرض محدد، ولا يندرج بأي شكل من الأشكال في الوقوف أمام عمل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، بل تم منحها كل فرصة للتحقق من إنجازات دمشق وعلى وجه التحديد، حيث قامت سورية بالوفاء بجميع التزاماتها أمام المنظمة.‏

ومع كل التطورات الميدانية والسياسية طفت قضية استقالة المبعوث الاممي الى سورية ستيفان دي مستورا على سطح التقلبات الدولية وتبدل المزاج الدولي الذي أصبح متخوفاً من الانتصار السوري بعد أن بلغت خيبة دول الاستعمار على سورية حداً فاق كل توقع غربي حول انتصار سورية بهذا الشكل، وعليه كشف نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش ينسّق مع الدولة السورية في موضوع تعيين مبعوث أممي جديد خاص بسورية، خاصة ان دي ميستورا لم يوضح أسباب تخليه عن المنصب الذي كان مفوضاً كبيراً فيه بيد ان من أبرز الأسباب للتغطية على فشله الكبير، ووضعه العصي في عجلة الانتصار السوري، مدعياً عدم قدرته التأثير على ممثلي ما يسمى» المعارضة» التي ادعى هو و أسياده أنها «معتدلة»، وفشل في جمع هذه «المعارضة» ضمن بوتقة واحدة تنفذ الأوامر الغربية، بل تناحرت فيما بينها.‏

وبالتوجه الى شرق سورية وتحديداً الى أماكن تنفيذ التحالف الدولي المزعوم لمحاربة الارهاب الذي تقوده واشنطن لعمليات عدوانها، والذي لايزال الى اليوم يدعي انه يستهدف الارهاب في عدوانه وليس المدنيين، وكأن كل الذين استشهدوا وكانوا ضحايا القنابل والصواريخ كانوا «فرق عدد» لايحسب، حيث ادعى قائد القيادة الوسطى للقوات المسلحة الأمريكية، الجنرال جوزيف فولت، أن الاعتداءات الجوية التي نفذها التحالف الامريكي على مسجد بقرية السوسة كانت موجهة بحسب زعمه ضد إرهابي تنظيم»داعش».‏

ونقلت بعض الوكالات العالمية تصريحات لـ فولت خلال زيارته لمشيخة قطر: إن «القرار الذي اتخذته القيادة كان قائماً على حقيقة مفادها أن المسجد، لم يكن يستخدم كمسجد»، بيد أن عدد الشهداء والدمار الكبير الذي طال جميع الاماكن التي استهدفها التحالف الحامي للارهاب تؤكد أن أفعال واشنطن تدحض مزاعمها، فهل تعجز رادارات الطائرات الامريكية الحديثة عن تمييز المدني من الإرهابي، الذي جندت كل قوتها المزعومة للقضاء عليه.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية