وقد دحض الكرملين حجج ترامب، للانسحاب من المعاهدة، وأكد أن موسكو لم تنتهك أبدا بنود هذه المعاهدة، على عكس واشنطن التي خرقتها مرارا.
وقال الناطق الرئاسي دميتري بيسكوف ردا على سؤال بهذا الخصوص: إن الرئيس بوتين رفض مرارا وتكرارا وبشكل قاطع تماما، الاتهامات الأمريكية ضد روسيا بشأن انتهاكها أحكام هذه المعاهدة، واستشهدنا على مستوى الخبراء، بقيام الولايات المتحدة بخرقها، وتجاوزها قواعد وأحكام المعاهدة، وبتصنيعها ونشرها صواريخ اعتراضية مضادة لا يمكن أن تكون فقط صواريخ اعتراضية، بل وصواريخ قصيرة المدى ومتوسطة المدى، وكذلك باستخدامها طائرات بدون طيار التي يمكن أن تشكل أكثر من صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى.
وفي بكين أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، هوا تشون يينغ، أن معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى لا تزال مهمة، وأن انسحاب الولايات المتحدة الأحادي من الاتفاقية سيكون له تأثير سلبي متعدد الاتجاهات.
وقالت تشون يينغ، خلال مؤتمر صحفي إن «معاهدة الحد من الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى هي اتفاقية مهمة للحد من التسلح تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.
وأضافت: لعبت هذه الاتفاقية دورا مهما في تثبيت العلاقات الدولية، والحفاظ على التوازن والاستقرار الاستراتيجي العالمي، وحتى يومنا هذا لا تزال تمثل أهمية قصوى.
وأشارت المتحدثة إلى أن الانسحاب الأحادي الجانب من الاتفاقية سيكون له تأثير سلبي متعدد الاتجاهات»، مؤكدة أن انسحاب الولايات المتحدة من هذه المعاهدة «خطأ واضح.
وفي بروكسل دعا الاتحاد الأوروبي إلى الحفاظ على المعاهدة مؤكداً أهميتها في تحقيق السلام والأمن العالميين.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدثة باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني قولها: إن تنفيذ المعاهدة أمر حيوي بالنسبة للاتحاد الأوروبي وللأمن العالمي ويشكل أحد أحجار الزاوية في الهندسة الأمنية الأوروبية، داعية الولايات المتحدة وروسيا إلى مواصلة الحوار بهدف الحفاظ عليها.
كما أبدت الحكومة الألمانية أسفها لقرار ترامب، بالانسحاب من المعاهدة، وقال المتحدث باسم الحكومة، شتيفن سيبرت، خلال مؤتمر صحفي: شركاء حلف شمال الأطلسي يجب أن يتشاوروا الآن بشأن عواقب القرار الأمريكي.
وفي طوكيو أعلن الأمين العام لمجلس الوزراء الياباني، يوشيهيدي سوجا أن بلاده ستراقب عن كثب الإجراءات الأمريكية والروسية فيما يتعلق برغبة واشنطن الانسحاب من المعاهدة.
وقال سوجا: نظرا لدور المعاهدة في الحد من التسلح ونزع السلاح، فضلا عن تأثيرها على الأمن الإقليمي، فإننا نعتزم مراقبة الإجراءات التي تتخذها الولايات المتحدة وروسيا عن كثب.
في الأثناء بحث أمين مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف، والمستشار الأمريكي للأمن القومي جون بولتون آفاق بناء الحوار بين البلدين حول القضايا الإستراتيجية.
وأشار الناطق باسم مجلس الأمن الروسي، يفغيني أنوخين إلى أن الجانبين « أكدا أهمية مواصلة الاتصالات على مستوى مجلسي الأمن، وكذلك على مستوى وزارات ومؤسسات معينة للدولتين حول قضايا الأمن.
وفي ختام محادثاته مع نظيره الروسي باتروشيف أعلن بولتون أن مناقشاتهما حول تقليص الأسلحة كانت بالغة الجدية.
وفي مقابلة مع إذاعة «صدى موسكو» الروسية، مساء أمس قال بولتون ردا على سؤال عما إذا كان أكد للجانب الروسي نية الولايات المتحدة الانسحاب من المعاهدة بشأن الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى: لقد تشاورنا حول هذا الموضوع، وسنواصل هذه المشاورات مع الأطراف الأخرى في هذه العملية.
كما كشف المسؤول الأمريكي أنه بحث مع باتروشيف خيارات مختلفة تخص معاهدة جديدة حول تقليص الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، لكن الحكومة الأمريكية لم تبلور بعد موقفها، وقال: نحن مستعدون لخوض مفاوضات، وهناك الآن وقت لهذه العملية، الآن أصبحنا نفهم الموقف الروسي بصورة أفضل ونريد أن ندرسه بدقة أكبر ونرى تفاصيله.
وفي وقت سابق أفادت السفارة الأمريكية لدى موسكو بأن باتروشيف وبولتون بحثا المعاهدة الروسية الأمريكية حول الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى.
وفي هذا السياق أكد الناطق الصحفي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن الرئيس فلاديمير بوتين سيستقبل بولتون اليوم الثلاثاء.
وقال بيسكوف للصحفيين: سيستقبل الرئيس بوتين بولتون اليوم. وسيكون اللقاء مهما، حيث ينبغي الاستماع إلى توضيحات بشأن العديد من المواضيع.