تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


سؤالان في الريح

ملحق ثقافي
2018/10/23
هنادة الحصري

من جلدها ندف الندى

زغب الحرير‏‏

وتبرعمت شقة المسافات،‏‏

‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏‏

فوق شرفتها الحزينة‏‏

واشتكت من خنق أسوار المساء‏‏

أصص الأزاهير البديعة،‏‏

وارتمى في الصدر جرح ندائها،‏‏

وارتج ناقوس الصدى..!!‏‏

هي و الطفولة‏‏

وردتان على السرير..‏‏

كلماتها عريانة بالريح‏‏

تعصب جفنها‏‏

تجتاز سرداباً‏‏

توهج من قشور الضوء‏‏

فاض حنان لهجتها،‏‏

صفاء من شرايين الدوالي!!‏‏

ضفرت نجوم القبة الشهباء تاجاً،‏‏

فوق هام الليل،‏‏

قبعة تداري لفح وجه البدر:‏‏

ظل هاجسها يشد لهاث لهفتها‏‏

لترحل صوب مفترق النهار..!!‏‏

حتى متى تستأجر الأحلام أشرعة،‏‏

لترجعها الى نبع الملاحق بالأنامل،‏‏

تتكي أطيافها الولهى‏‏

على خدّ الليالي؟!‏‏

كم أدلجت.. في راحتيها‏‏

سر رمل البحر،‏‏

والزبد المهاجر في القفار،‏‏

ورعشة الأرجوحة الثملى..‏‏

فيزهر في الشفاه الأفق مفتراً‏‏

يجّسده السؤال:‏‏

محاوراً سفن الهواء..؟!‏‏

يا عمرها..‏‏

لاذ الرجاء بحضنها‏‏

مستأنساً بشذا المساء‏‏

وبخصلة من شعر الشمس الحب‏‏

شنشلت الأغاني‏‏

كلما دهمت مسرتها سؤالات:‏‏

لماذا لا تموت العاصفات.‏‏

وكيف لا ينتابها هرم!!‏‏

فتلك يمامة‏‏

حطت على كتف الصباح‏‏

فنز مدمعها‏‏

سقتها وارتوت،‏‏

حملت قناديل البروق،‏‏

وأودعتها في تجاعيد الورق!!‏‏

-2-‏‏

فجر الزنابق‏‏

من سلالات الغسق..!!‏‏

والأرض تكمل دورة الأفلاك،‏‏

يضنيها يباس الروح،‏‏

 يقلقها التساؤل من جديد:‏‏

كيف لا يستوطن الحب العظيم،‏‏

سقوف عالمها‏‏

ويرتحل الصقيع من النفوس،‏‏

وتمحي لغة المساحيق الرخيصة،‏‏

والبهارج في صفوف الأقنعة؟!‏‏

هي لا تجيز حياتها سبباً،‏‏

يعب من النقاء،‏‏

ويسلب الليمون ذاكرة التضوع،‏‏

أو يعكر دفق شلال الدموع،‏‏

ويختبي متلفحاً‏‏

بوشاح برد الصومعة..‏‏

عال كصارية المراكب جيدها‏‏

 والقهر يغزو موجها‏‏

وكتاب هذا الكون‏‏

برق باهت،‏‏

مشي على واهي الحبال،‏‏

مع اهتزازات الظلال..!!‏‏

فعزاؤها إطلالة الوجه الصبوح‏‏

ينير عتم وجودها‏‏

ينسي ضراعة قلبها المكلوم‏‏

يثمر حبها دنيا‏‏

من الألق البهي‏‏

وينجلي عن حلمها‏‏

غيم الردى..!!‏‏

هي والندى‏‏

حرفان من ذهب‏‏

على خصر المدى.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية