شرعت الرواية الجديدة تشق طريقها أسلوبياً ولغوياً، واندمجت في كثير من الأحيان في نسيج الحداثة، إلا أنها سرعان ما وجدت نفسها تكرر مقولاتها، وتقترح مواضيع لا تهم أحداً، أو تهم قلة قليلة فقط، وانشغلت بالحالات الفردية والتفاصيل المقننة، ظناً منها أنها بذلك يمكنها أن تتفوق على ما قبلها، وأن تخرج إلى العالمية.
لم تكن النصوص التي أخذت الجوائز هي النصوص المفضلة لدى القراء، ولم يكن القائمون على الجوائز مؤهلين تماماً لهذه المهمة، وكذلك فإنهم، وبسبب علاقاتهم، لم يتمكنوا من أن يكونوا حياديين بالشكل المطلوب، فخرجت روايات هزيلة وطاعنة في الترهل، ومغرقة في التسطيح. ومثال على ذلك جائزة الرواية العربية- البوكر.
أُهملت روايات كثيرة، تحمل هماً إنسانياً، وعربياً بالدرجة الأولى، ووجد أصحابها أنفسهم غير قادرين على الوصول إلى الكم الكبير من القراء، لأنهم ببساطة لم يكونوا من ضمن المتوجين بالجوائز.
ومع كل هذا التلاعب، وتدخل أصحاب دور النشر الكبيرة في سير تحكيم الجائزة، إلا أن الرواية الفائزة أو الرواية العربية ككل، بقيت في مكانها، ولم تستطع أن تتقدم، أو تقدم شيئاً جديداً، مع استثناءات نادرة، لم ينصفها النقد ولا القارئ.