وأشار توني كارتالوسي وهو ضابط سابق في المارينز الأميركي وباحث بالشؤون الجيوسياسية في سياق مقال أورده موقع «غلوبال ريسيرتش» الكندي إلى أنه رغم أن الكيان الإسرائيلي ونظام أردوغان غالبا ما يتظاهران بأنهما على خلاف مع بعضهما البعض بشأن القضايا السياسية أو الإيديولوجية فقد نسق الجانبان لاستهداف الدولة السورية منذ عام 2011 وفقا للخطط الأميركية لافتا إلى أن هذا الأمر ليس جديدا بل استمر على مدى عقود وموصوف بالتفصيل في أوراق السياسة الأميركية.
ووفق ما نقلته وكالة سانا فقد أوضح كارتالوسي أن الولايات المتحدة عمدت إلى استخدام تركيا و»إسرائيل» وكلاء في وقت مبكر من عام 1983 موضحا أن وثيقة تعود إلى نفس العام وهي جزء من أوراق سرية تم نشرها للعلن وموقعة من قبل ضابط وكالة الاستخبارات المركزية السابق غراهام فولر اعتبرت أن سورية «تشكل مصدر قلق للمصالح الأميركية في كل من لبنان والخليج وعليه يجب على الولايات المتحدة أن تنظر في تصعيد حاد للضغوط على الحكومة السورية من خلال تنظيم التهديدات العسكرية المتزامنة ضدها» مشيرة إلى استخدام واشنطن كلا من «إسرائيل» وتركيا لهذه الغاية.
ولفت الكاتب إلى أنه لم يتم استبعاد هذه المخططات بل تم تحديثها في الحرب الأميركية بالوكالة الأحدث عام 2011 ضد سورية مشيرا إلى أن محاولة خلق «حرب متعددة الجبهات» عليها هي عملية تستمر علانية حتى يومنا هذا مع أنباء عن تورط النظام التركي والكيان الإسرائيلي في عدوان عسكري مباشر.
وبين الكاتب أن الولايات المتحدة «تتربص وراء الكواليس» فعلى الرغم من محاولة واشنطن تصوير نفسها على أنها تنسحب من مسارح عدة سواء العدوان العسكري والاحتلال حول العالم إلا أنه لا يوجد دليل فعلي يذكر على أنها تفعل ذلك حيث يبدو أنها «تحاول إخفاء تورطها فقط من خلال التوجه بشكل متزايد إلى الوكلاء» كالنظام التركي والكيان الإسرائيلي.
وأوضح انه وكمثال على ذلك عندما شوهد مسؤولون أميركيون يزورون الحدود التركية السورية ويلتقون مع عناصر من تنظيمي القاعدة و»الخوذ البيضاء» الإرهابيين حاولت صحيفة واشنطن بوست تصوير الولايات المتحدة على أنها فقط تدعم تركيا في شمال سورية بدلا من كونها الراعي الأساسي والدافع الذي يحرض النظام التركي على العدوان واستمرار الأزمة في سورية.