هذا الخلل الذي وكما ذكرت أصبح حالة مؤرقة ناتج عن التقصير في التخطيط والدراسة والتنفيذ، فالعاصمة التي ارتفع عدد قاطنيها كثيرا بحاجة لمرائب وتنظيم عمراني يراعي التطورات والكثافة السكانية فتخيلوا أن عدد المرائب في مدينة مثل دمشق لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.
محافظة دمشق وعلى لسان أحد المعنيين فيها أكدت أن كل المشاريع والأفكار التي كانت من المفروض أن تنفذ بهدف تخفيف الازدحام وضبط وقوف السيارات وتنظيمها من مرائب ذكية وطابقية توقفت لعدة أسباب، وأولها الحرب الإرهابية على سورية مع ارتفاع عدد السيارات المسجلة في دمشق من نحو الـ 500 ألف سيارة قبل الأزمة إلى ما يقارب المليون سيارة، وأصبح من الضروري نقل المراكز الحكومية من جامعات ووزارات ومؤسسات من وسط المدينة إلى أطرافها لتخفيف ضغط السيارات الداخلة إليه وجعلها على أطراف المدينة وتفعيل مراكز خدمة المواطن في التجمعات السكنية خارج المدينة وزيادة عددها وتوزيعها بطريقة تخفف من عبء التوافد إلى المدينة.
هذه الحلول كلها ربما تكون مستحيلة التطبيق أو بمعنى أصح بحاجة لعشرات السنين وهي في الوقت الحالي ليست أولوية لأحد، وبالتالي فإن سكان دمشق اليوم لديهم معاناة تحتاج لحلول سريعة مع الإشارة إلى أنها يجب أن تتخذ بالتشاركية مع المجالس والأحياء مثل أن يتم تنظيم العملية بالتشاور والتفاهم بين أصحاب الحي الواحد أو أن يتم تخصيص أراض فارغة لإيقاف السيارات وخاصة في الليل مع التشدد في منع من يقوم بحجز الأماكن عبر أي وسيلة كانت والتشدد في هذه الأمر عبر المخالفات والغرامات وهو أمر أعتقد أن محافظة دمشق سائرة فيه وسيطبق قريبا.