تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


أوغاريت والموسيقا

حصاد الورق
الأحد 23-6-2013
 يمن سليمان عباس

يقول د. علي القيم في مجلة المعرفة العدد 597 في عام 1988 صدرت الطبعة الأولى من كتابي «الموسيقا تاريخ وأثر» عن دار الشيخ في دمشق وقمت فيه برصد تطور الآلات الموسيقية القديمة من خلال مكتشفات الآثار في بلاد الرافدين وسورية

وقد وجدت أن للموسيقا في حضارتنا القديمة تاريخاً طويلاً يمتد إلى أكثر من خمسة آلاف سنة مضت وهذه الموسيقا كانت الأصل الذي تطورت منه موسيقا شعوب العالم وأصبحت تشكل تراثاً إنسانياً أكثر منها تراثاً محلياً صنعته عبقرية أجدادنا وقامت بتطويره من عصر إلى عصر ومن جيل إلى جيل وكانت في كل جيل تبدع آلة جديدة أو تدخل تحسينات على آلة قديمة فيشيع ذلك وتتلقفه الأنامل وتشدو بوساطته الحناجر.‏

المواضيع التي طرحتها في الكتاب كانت ومازالت مثيرة للجدل لأن موضوع الموسيقا وآلاتها وكيف نشأت وتطورت وانتشرت في العالم مازال مثار بحث ودراسة بين كثير من الباحثين والعلماء والمهتمين لأن قصة الموسيقا وآلاتها على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلت مازالت ضائعة بين ثنايا التاريخ القديم ومخلفات وآثار الإنسان القديم وسبيلنا إلى معرفة ذلك يرتبط بالملاحظة والمقارنة والدراسة والتكهن والاستنتاج وتتبع مكتشفات مواقع الآثار.‏

ويضيف الدكتور القيم: إن السبب في صعوبة تفسير نشأة الموسيقا وآلاتها يعود إلى أن هذا الفن العريق قد رافق الإنسان منذ بداياته الأولى فهو قديم قدمه وكان من مستلزمات حياته الفردية والاجتماعية وفي أفراحه وأتراحه وأعياده ومآتمه ولهوه وعبادته وجدّه وعبثه وفي جميع أطوار عمره من المهد إلى اللحد آخر الأبحاث تقول: إن الموسيقا نشأت في منازل السحرة ومن موسيقا السحر ولد الغناء وفن الإيقاع الموسيقي فقد كان الإنسان البدائي يعتقد أن للموسيقا قوة سحرية قاهرة وأن تأثيرها فعال وقاطع فكان يلجأ إليها ويستعين بها للتأثير في تلك الأرواح الشريرة والأفكار المخيفة للتغلب عليها لذلك كانت له أناشيد خاصة لكل مناسبة تتعلق بظاهرة معينة ويعتقد بأنها تأتي بالمعجزات لقهر تلك الأرواح التي تخيفه وتقلق أفكاره وحياته.‏

لم تكن الموسيقا في البدء فناً أو علماً بل كانت أصواتاً غير مهذبة بلا قانون ولا قاعدة وقد ارتقت وتطورت معه في كل أدوار حياته ورقيه وتطوره وكانت مقياساً لحياته الفكرية والدينية والاجتماعية لذلك فالباحث عن أصل الموسيقا كالباحث عن أول ضاحك أو باك في البشر ومع ذلك يرى العلماء أن الموسيقا مرت في تطورها بمرحلتين:‏

الأولى موسيقا العصور الباليوليتية ومعظمها كانت عبارة عن غناء وتنغيم لصوت الإنسان.‏

والثانية التي تطورت في العصر الحجري الحديث المتأخر وما تلاها في عصور أكثر حداثة في تاريخ الشرق القديم وقد ازداد فيها الميل إلى التعبير الموسيقي باستخدام الآلات الموسيقية.‏

">Yomn.abbas@gmail.com‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية