فمنذ أيام شهدنا اجتماع الإبداع والأصالة ببراءة الطفولة وروعتها التي تجسدت في رسومات بسيطة عبر من خلالها الأطفال عن قيم تتحدث عن حب الوطن في «الملتقى الأول للرسامين المتخصصين برسوم الأطفال في سورية», والآن داخل أسوار قلعة دمشق الشاهقة الشامخة يقام ملتقى النحت على الخشب, حيث يلتقي فيه عدد من الفنانين السوريين الذين جاؤوا من مختلف المحافظات السورية لينحتوا ويبدعوا أعمالاً بمختلف أشكالها ومضامينها هي مرآة لذاتنا, تكشف في داخلها نفيس جوهرنا, وعمق تجربتنا, فللسوريين حكاية مع الإبداع والحضارة والفنون, حكاية طويلة تمتد في عمق تاريخهم.. وفي صميم وجودهم..لاتنتهي لافي زمان ولا في مكان، ولابحدث طارئ هنا أوهناك...
إن هذه الملتقيات وغيرها من النشاطات هي حالة ثقافية حضارية, تؤاخي بين التراث والحداثة، تجمع فنانين لهم بصمتهم على خارطة الفن التشكيلي, يتبادلون الكثير من إبداعاتهم وخبراتهم ليصنعوا بأياديهم منحوتات تحاكي الواقع وتغري عين المشاهد, كما تخلق حالة حوار جذاب بين المنحوتة والمتلقي للوصول لنتائج غير منتهية الاحتمالات.
نعم.. إن ما قدمه هؤلاء الفنانون في هواء قلعة دمشق الطلق, إنما يدل على ما بداخلهم من ذوق وخيال وفن وشعور, وتأكيد على فاعلية التعددية الثقافية، واستمرارية الفن لأن الفن هو الحياة، كذلك الثقافة التي تصنع الإنسان وترشده.. فهي المعرفة بشمولها وبكل اتساعها.
ammaralnameh@hotmial.com