نعم,أرض النبوءاتِ التي ومثلما وهبتْ من روحها لكلِّ الشعوب والحضارات, وهبت من دماءِ رجالاتها مااقشعرَّت من حرارته الحياة..
الحياة التي يستحيلُ أن تُباد فيها أو أن يُعلى عليها. ولأنكم جُندها والكرامة التي لاتركع.. لأنكم الشرف والصرخة الأوفى والأشجع..
أيضاً, لأنكم أنبياء الحقِّ في أرضها وبحرها وجوِّها, ومن ردَّ لكلِّ الفضاءات شرورَها وأوبئتها وأحقادها وإجرامها.. شرور وأحقاد وأوبئة من أتونا مخرِّبين وفاسقين ومتوحشين, وبلا عقلٍ أو إنسانية أو دين.. من أتونا ليمزقوا أرضنا ويذبحوا بقاءنا, ومن رددتُموهم على بشاعتهم خاسئين، ومؤمنين بأنكم حماتها.. راياتها.
حُماتنا.. التاريخ مواقف وأحداث وملاحم وأنتم التاريخ بمواقفكم التي أرختُمُوها بسوريَّتكم.. وطنكم الذي ضمَّخ الأزمان بدماءٍ هي دماءُ البقاءِ التي نبضها من أرواحِ الشهداء.. شهداؤنا- شهداؤكم.
حُماتنا.. راياتنا.. عشقُكم خالصٌ لوجه هذا الوطن, وللمياه والترابِ والهواء الذي فيه.. لجباله وتلالهِ ووديانه, وللسحرِّ الذي انبثق منه فأدهش من زاره, وسواء من عشقه أو حتى من ارتدَّ طامعاً لايلوي إلا على خيانتهِ أو التآمرَ عليه.
عيونكم.. بصيرةُ مدى يرنو إلى ماوراءِ السحابِ والضبابِ. يخترق كما النسورُ ماخُفِيَ أو تخفَّى, ويستبصرُ الويلَ القادم إلينا والمتفشي فينا... القادمِ من غربِ الشرورِ إلى شرقِ الفجور, والمتفشّي فجيعة داهمتنا ذاتَ ليلٍ ادلهمَ فيه المصير بانتظار أن يصحو.. ولم يصحُ إلا على خيانة الضمير.
قاماتكم.. سنديانات جذورها متشعبة في الأرض, وقممها شامخة كهاماتهم.. شامخة ولايطالها فأسُ اعتداءٍ أو جهل أو إجرام. أيضاً, لايوقف الحياة فيها كل مافي الكونِ من قوادِ الإبادة, وكل مافيه من أبناءِ الضلالِ والذلِّ والحرام.
حماتنا.. راياتنا.. بطولاتكم هزَّت باستبسالها وبالدمِّ الطهور من أفعالها, عروش الحاضرِ كما هزَّت عروش الأمس.. معجزاتكم, هزتْ هذه العروش ولاتزالُ وستبقى, وإلى أن يرتعش الكون خشوعاً يهزُّ عرش الشَّمس.
هاماتكم.. رايات كبرياءٍ جبينها الولاءُ.. حدودها نبضُ الروحِ في أرضٍ, سرّها العمقُ الكامن فيها وتعرفهُ السماء.
حُماتنا.. راياتُنا.. كل عيد وأنتم الحق المرفوعُ أبداً في حياتنا.. كل عيد, وأنتم الشرف قانيَ الدمِّ. دم التضحيات التي قدمتموها فكتبتكم. حُماتنا.. راياتنا.. رايات حياتنا.. كرامتنا.. سوريتنا..