تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


المنارات عيون قوافل البر و البحر

استراحة الأسبوع
الجمعة 28/11/ 2008 م
ˆ ياسر حمزة

المنارة البحرية الملاحية برج عال ذو ضوء قوي يعد أداة ملاحية لإرشاد البحارة في تحديد مواقعهم وتوضح للسفن أن اليابسة أصبحت قريبة كما تحذرهم من الصخور والشعاب الصخرية المرجانية الخطرة, وكانت تسمى أيضا أحياناً الفنار.

وتشيد المنارات عادة عند الموانئ والمرافئ وأشباه الجزر وعلى الصخور المنعزلة, كما يشيد بعضها في وسط البحر وتغور أساساتها في الصخور أو الأماكن المرجانية, ويمكن أن تشيد المنارات في وسط الصحراء لتكون دليلاً هادياً للقوافل.‏

ومع أن المنارات استخدمت كأداة للإرشاد منذ آلاف السنين إلا أن أهميتها تراجعت منذ أربعينيات القرن العشرين بسبب تطور وسائل الملاحة الإلكترونية المتطورة, فعلى سبيل المثال هبط عدد المنارات الملاحية التي كانت تعمل في الولايات المتحدة من نحو 1500 منارة في بداية القرن العشرين إلى 340 منارة ملاحية في الوقت الراهن, ويوجد على مستوى العالم نحو 400 منارة في حالة العمل, وتطلق المنارات نمطاً مميزاً من الضوء.‏

ويمكن تمييز المنارات في وقتنا الحاضر من خلال بنائها, فمعظم المنارات الملاحية عبارة عن أبراج بسيطة مبنية إما من الحجر أو القرميد أو الخشب أو الفولاذ في حين أن بعضها الآخر مشيد من الهياكل المعدنية ويحتوي على تراكيب بنيوية تشبه المنازل في أعالي سطح منبسط متعدد الأرجل وتطلى المنارات بألوان زاهية لتكون لافتة للنظر.‏

ويعتقد بعض الباحثين أن المصريين القدماء أول شعب استخدم الإنارة لإرشاد السفن, فقد كانوا يضرمون النيران على قمم التلال أثناء الليل وفيما بعد بنوا المنارات الملاحية التي استخدمت فيها النار مصدراً للإضاءة, وخلال حكم بطليموس الثاني (283 - 246ق.م) أكمل المصريون بناء منارة الإسكندرية وهي أطول منارة لإرشاد السفن منذ نحو 1500 سنة, إذ بلغ ارتفاع البناء أكثر من 120 متراً.‏

وشيد الرومان منارات ملاحية عند عدد من الموانئ في سنة 43 م تقريباً, أما في العصور القريبة, فقد شيدت بريطانيا أول منارة ملاحية على صخرة تلطمها الأمواج, وبعد سنوات قليلة من اكتمال بنائها في عام 1698 دمرتها عاصفة في عام 1703, وفي العام 1822 اخترع أوغسطين فرسنل عالم الفيزياء الفرنسي عدسة فرسنل والتي كانت في البداية تدور حول المصباح بطريقة مشابهة للآلية التي تعمل بها الساعة الكبيرة, لكن المحركات الكهربائية تقوم اليوم بتدوير العدسة وإضاءة المصباح.‏

ومن المنارات المشهورة التي ترشد السفن حتى ولو كانت مغطاة بالثلوج والجليد منارة ساوث هافن الواقعة على الساحل الشرقي لبحيرة ميتشيغان والمواجهة لولاية شيكاغو الأميركية, ويبلغ ارتفاع هذه المنارة 11 متراً وتغطيها في فصل الشتاء طبقة من الجليد يصل سمكها إلى 80 سم.‏

ويوجد في البحيرة حوالي 60 منارة تسهم جميعها في إرشاد السفن التي تنقل المعادن مثل الحديد والفحم والاسمنت والجير المستخدمة جميعها في أعمال التعدين والبناء.‏

وفي الدومينيكان منارة مشهورة شيدت تخليداً لذكرى كريستوفر كولومبس وسميت باسمه, وهي عبارة عن متحف مخصص لكولومبس لحفظ ما تبقى من آثاره وهو ما يعارضه الإسبان.‏

شيد المتحف بشكل هرمي في جنوب جزيرة هيسبانيولا التي تتقاسمها الدومينيكو مع هاييتي, وينطلق منه في الليل 250 شعاعاً ليزرياً نحو السماء تنتهي بضوء يشبه السيف, وتعد هذه المنارة بمثابة مرشد ضوئي حديث للسفن.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية