وأنثرْ من الودِّ المَشاعرَ غضة
حتى تحلُ بمربعٍ آياتهُ
قطرٌ كساهُ الله سرَّ جمالهِ
في سندسٍ يعلو أديمَ ترابها
فكأنّ فيه من الجنانِ مفاتناً
ما في الشآم سوى اخضرارٍ ساحرٍ
إن شئتَ فردوسَ الدنا فانظرْ له
العطر في أرجائه يزكو ضحى
في كلِّ ركنٍ نفحةٌ من طيبه
من كل صنفٍ في الزهور حدائقٌ
وعروشها تاجٌ على قسماتها
والماء يجري في الجداول فضةٍ
سكرتْ به خضراءَ كلَ خميلةٍ
في مسرح الأحداث يبرز (خالد)
زرعا بذور حضارةٍ ميمونة
بلد حباه الله كلَ فضيلة
مهد العروبة والشهامة والندى
الفكر في أبنائه متأصلٌ
والشعر والأدب البديع خمائلٌ
( بردى) قصيد كرامة يروي بها
(والغوطة) الفيحاء يحكي ظلها
(قاسيون) وهو على شموخٍ معجبٍ
فتحية (للشام) ما نزل الحيا
حييّت فيها (قمة عربية)
رفعت شعار تضامنٍ وتعاونٍ
وقرى تلألأً كالنجوم صباحا
ركِبت على مدِّ الفضاءِ جناحا
ظلت على مرِّ الزمانِ فصاحا
هو في الطبيعة والنُّهى قد لاحا
يبدو بهياً فاتناً رحراحا
أو هو جنتنا تلوحُ لياحا
فهو الجنان أزاهراً وأقاحا
واملأ عيونكَ بالجمالِ متاحا
وليالياً وأصائلاً وصباحا
تهبُ النفوس رهافة وسماحا
متبرجاتٌ كالحسان ملاحا
والظلُ يفعمُ بالمنى الأقداحا
بيضاءَ يعزفُ لحنهُ ملتاحا
وترنحت أغصانها استرواحا
(وأبو عبيدة) قائداً فتاحا
كانت ( دمشق) لسانها الصداحا
ظهرت على وجهِ الوجود وضاحا
والبأس إنْ شؤمُ الكريهة صاحا
والعلم يملأ بالفرائد ساحا
من تحتها يجري الخيال قراحا
مجداً غدا للضفتين وشاحا
قصصا أراها كالحسان ملاحا
رفع العلا من سفحه ألواحا
يروي دمشق أزاهراً وأقاحا
أحيت لأمة (يعرب) نجاحا
وتوحدٍ مما أتاح نجاحا