وسيشغل الأم عن كل اهتماماتها وطموحاتها ويسرق منها لحظات الراحة ورغم كل ذلك فهي راضية ومقتنعة بمصيرها .
وقد زادت مؤخراً حالات إنجاب التوءم وأصبحت ظاهرة عادية رغم أنها أذهلت العالم لعدة قرون مضت، لكن تقدم الطب وتطوره كشف أسرارها وأسباب حدوثها وأشكالها.
ولاتتوقف حالاتها على طفلين بل تتعداها إلى التوائم الثلاثية والرباعية وحتى الخماسية ومؤخراً سمعنا عن امرأة في الرقة أنجبت خمسة أطفال بحمل واحد.
فما هي الأسباب التي يحدث خلالها حمل توءم ما وكيف تتصدى الأسرة لذلك وماهي حجم المعاناة التي تتعرض لها الأم والأب من جراء ذلك؟
مجيء التوءم يدخل السرور
ولم تكن السيدة بثينة تعلم أن حملها الثالث سيأتي بتوءم ذكور ولم تكن تتوقع حجم الجهد الذي ستبذله لتربيتهما والعناية بهما ورغم ذلك فإن مجيء توءمها قد أدخل السرور لقلب زوجها المدرس سليمان ناعم وفقاً لقوله وأضاف بأن وجود التوءم في حياة الأسرة يخلق حتمية العمل التربوي المزدوج .
تكاليف ماديةمضاعفة
وترى السيدة شروق محمد الحامل لتوءم أن التكاليف التي ستترتب على ولادتها لطفليها واطعامهما واكسائهما ستكون مضاعفة فيما لوكانت لطفل واحد .
في حين لم تعرف الزميلة ازدهار صقور طعم النوم إلا بعد ستة أشهر من ولادتها لتوءم ثلاثي ( بنتان وطفل) ولولا مساعدة أهل زوجها لما استطاعت أن تتحمل العبء الكبير الذي يخرج عن قدرتها وطاقتها.
أما المسن أبو محمود الذي تجاوز السبعين من عمره وهو الشقيق التوءم لأخته زين الدار التي توفيت بعد ولادتها بأربعين يوماً يذكر أن ثلاثا من بناته السبع أنجبن توائم ذكورا واثنتين من أخواته أنجبن توءماً أيضاً إحداهن كان لها شرف انجاب توءم ثلاثي أي أن مسألة انجاب التوءم وراثية في عائلته أما الطبيب علاء حمشة اختصاصي نسائية يؤكد أن التوائم المتشابهة تأتي من بويضة مخصبة تنقسم على نفسها حيث يحدث هذا الانقسام من فترة تمتد إلى /21/ يوماً من الحمل كما وتشترك التوائم المتشابهة بالحمض النووي بنسبة 100٪ وفي حال التطابق يتشابه التوءم ببصمات الأرجل بينما يختلفون في بصمات الأصابع أما بالنسبة للتواءم غير المتطابقة تأتي عندما تنزل بويضتان للتخصيب فيتم التخصيب بصورة انفرادية وفي هذه الحالة يشترك التوءم بالحمض النووي بنسبة (50٪)
أسلوب التعامل
والسؤال الذي يطرح ما هي الطريقة المثلى للتعامل مع التوائم وهل يتمتع بنفس الطباع ونفس نمط التفكير أم لكل فرد منهم استقلاليته وكيانه؟:
بالنسبة لأم فراس (لديها توءم ذكور) تستحسن أن تعاملهما بنفس الطريقة وتشتري لهما نفس الثياب والألوان إشباعاً لرغبتها في تحقيق التشابه بينهما إلا أن علماء النفس يؤكدون أن ذلك لا يتعدى كونه لوناً من التسلية لكن الأمر المهم هو أن ذلك قد يؤثر تأثيراً سلبياً في مستقبل الطفلين.
رأي علم النفس
وترى السيدة عتاب الراعي خريجة تربية وعلم النفس أن وجود توءم ثنائي يجعلهم في غنى عن العلاقات الخارجية التي ستكون محوراً هاماً في مستقبل حياتهم خاصة عندما يفكر أحدهم بالانفصال للارتباط بشريك العمر فيتمرد على شقيقه،وتؤكد أن تربية الطفلين التوءم باعتبارهما شخصاً واحداً تنطوي على المخاطرة بنمو الشخصية فالتوءم عادةً ما ينمو معه احساس التوأم أي اعتماد كل منهما على الآخر لذا يواجه مصاعب شديدة في حياته لذلك فهي تفضل أن تترك للتوءم حرية اختيار هواياته وألعابه واتخاذ قراراته.