تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


كواليس المبدعين... البـــدوي المـــلثم.. وقصتــه مـــع اســــمه

ثقافة
الجمعة20-2-2009
هاني الخير

اسمه الحقيقي يعقوب العودات «1909-1971» كما تقول هويته الشخصية لكنه لم يعرف به في المحافل الأدبية والأوساط الثقافية

وإنما اشتهر بلقب (البدوي الملثم) شأنه في ذلك شأن بدوي الجبل: «محمد سليمان الأحمد» وزميله الشاعر اللبناني الأخطل الصغير: «بشارة الخوري».‏

وكان قبل أن يعتمد هذا اللقب أو الاسم المستعار الذي يسترعي الانتباه لأنه يذكرنا بالطوارق أبناء الصحراء في ليبيا والجزائر ينشر ما يجود به قلمه من مقالات وخواطر في صحف ومجلات سورية ولبنان وفلسطين بألقاب مستعارة نذكر منها: «أبو بارودة-أبو نظارات- نواف البدوي- غريب القدس».‏

وصادف ذات ليلة صيفية قمراء في مسقط رأسه «الكرك» في الأردن بدوياً ملثماً بشملة على ظهر ناقة عظيمة الجثة تسير به مهرولة والعصا الغليظة في يده فراق له منظره العام وأثار في نفسه كوامن الشجون وهو المحب العاشق للعرب والعروبة وألق الصحراء فقرر أن يكون اسمه المستعار (البدوي الملثم) كان ذلك في حوالي عام 1927 على حد تعبير الراحل الكبير عبد الله يوركي حلاق صاحب مجلة (الضاد) الحلبية.‏

والبدوي الملثم يعد من الرواد الذين دافعوا بقوة عن الحق العربي الفلسطيني قبل قيام الكيان الصهيوني منبهاً العرب في كل مكان إلى الأخطار المهلكة التي ستداهمهم نتيجة زرع هذا الجسم الغريب في الوطن العربي عن طريق مقالاته ومحاضراته وتحذيراته لأبناء قومه.‏

ولم يكتف بذلك بل نشر دراسة مطولة بعد أن ترجمها للعربية في عام 1947 كان قد كتبها الدكتور جابر شبلي الأمريكي الجنسية واللبناني المولد وأستاذ العلوم الرياضية في جامعة بنسلفانيا، وقد تضمنت هذه الدراسة المحكمة عشرات الأدلة الصريحة وهي تثبت بما لا يدع مجالاً للريبة والحيرة بأن أبناء فلسطين العرب هم أصحاب الأرض والمزارع والأبنية وإنه لمن الظلم الفادح والإمعان في الجريمة أن يطرد أهلها إلى أنحاء المعمورة ودول الشتات لتحل محلهم موجات من الجراد البشري والغرباء من شذاذ الآفاق والقتلة الذين يبهجهم سفك الدماء، وقد صدرت هذه الدراسة في عدد خاص من مجلة (الضاد) العريقة تحت عنوان: «أصراع أم تعاون في فلسطين؟» وكان تاريخ النشر في 15 أيار عام 1947.‏

للبدوي الملثم أكثر من عشرين كتاباً مطبوعاً نذكر منها: شاعر الطائرة فوزي المعلوف، ديك الجن الحمصي، عرار شاعر الأردن، الذي أعيد نشره مؤخراً في الأردن، وأخيراً كتاب الناطقون بالضاد في أمريكا الجنوبية الذي يقع في مجلدين مصورين وفيه يوثق بكل أمانة الكلمة أحوال العرب وانجازاتهم في دنيا الاغتراب.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية