|
كتاب في التنوير... الفهـم الثوري للدين والماركسـية دين ودنيا من خلال تقديم شهادات جديدة حول الجوهر الثوري المشترك بين الماركسية والإسلام والمسيحية، وموقف كل منها تجاه الإنسان، وتجاه أبرز قضايا الثورة والحياة في الصراع الاجتماعي والعنف الثوري وفي طبيعة القيادة والملكية والمال، وأخيراً في مسألة الإيمان. ويقول: إننا لا نحاول التوفيق القسري بين الماركسية والإسلام، ولكنها محاولة للاقتراب من الطبيعة الثورية لكل منهما وإن اختلفت المنطلقات الإيديولوجية. إن الماركسيين الحقيقيين يفهمون الإسلام فهماً تقدمياً ثورياً اشتراكياً، ويفسرونه تفسيراً علمياً كما يفسره المسلمون الحقيقيون. والماركسيون المزيفون لا يفهمون الماركسية ولا يفهمون الإسلام، كما المسلمون المزيفون الذين يفهمون الإسلام بمنطق رجعي جامد. المتأسلمون والمتمركسون إذا جاز التعبير أو أدعياء الإسلام وأدعياء الماركسية جميعهم في خندق واحد يؤولون الإسلام تأويلاً زائفاً ويفسرون الماركسية تفسيراً غير علمي بمنطق انحرافي رجعي لا يخدم سوى مصالحهم الطبقية والذاتية الضيقة، على حساب جوهر الإسلام والماركسية في حين أن الجوهر الثوري للإسلام والماركسية يكمن في الدفاع عن المستضعفين والعمل والكادحين كما يكمن في نصرة العدل والحرية والمساواة. ويقول الخطيب: إننا إذ نلتزم بجوهر الرسالة المحمدية لا نقف عند تخوم ما وصلت إليه ثم نجمد أو نتكلس عند هذه الحدود في إطار علاقات الإنتاج الإقطاعية التي فرضها التاريخ وقام عليها المجتمع الإسلامي فيما بعد، بل إن علينا انطلاقاً من الجوهر الثوري الذي يقوم عليه الإسلام استكمال مسيرة التحرر لبناء مجتمع العدل والكفاية والمساواة. نعم للإسلام بمحتواه كثورة طبقية سوائية، ثورة على القهر الطبقي والقومي بأفق ثوري وبمحتواه المحمدي أو الغفاري نسبة إلى أبي ذر الغفاري. وإن الماركسيين بالمعنى الحقيقي هم الورثة الشرعيون لكل ميراث تقدمي ولكل ثورة طبقية ضد الاستبداد، وبهذا المعنى فهم أولى بفهم الإسلام ودراسة المقاصد الكبرى للثورة المحمدية ضد علاقات الإنتاج القبلية والاضطهاد العرقّي والقومي. ويقدم الكاتب عدداَ من الشواهد والأدلة على الطبيعة الثورية للرسالة الإسلامية مشيداً بوجه خاص بمواقف أبي ذر الغفاري الثورية وإصلاحات عمر بن الخطاب رضي الله عنه في مجال بناء العدالة والمساواة.
|