عاد أطباؤنا من غزة وفي نفوسهم امل بالعودة اليها دون حصار ودون احتلال بعد ان خبروا اطفالا بعزم الرجال ونساء يقدمن اولادهن نذرا ليعيش احفادهن بكرامة.
الطبيب علي كنعان اختصاصي جراحة عظمية ومن اعضاء الوفد الطبي السوري الاول المؤلف من10 اطباء والذي قضى 10 ايام في مشافي غزة روى لوكالة سانا مشاهداته عن الدمار الهائل والجرائم البشعة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني والاصابات الغريبة التي عالجها الكادر الطبي السوري.
يقول كنعان ان الحالات التي عالجناها ورأيناها يندى لها الجبين فهناك حروق بالفوسفور الابيض وبتور وتهتك اجساد ورغم ان العدو يتبجح بالقول. ان الفوسفور الابيض ليس محرما ضد المقاتلين فقد تركزت جميع الاصابات في النساء والاطفال حتى ان البعض كان يأتينا دون اصابة ظاهرة وبعد الفحص يتبين ان هناك نزفا شديدا في الاعضاء الداخلية للجسم دون معرفة المسبب او اي نوع سلاح استخدم مشيرا الى احدى الاصابات التي ادت الى تهشم بعظم يد طفل في التاسعة وتهتك بالعضلة وتم استخراج قطعة معدنية من الجرح عرف فيما بعد انها عبارة عن جزء من قرص مغناطيسي عليه اشارات معدنية يفتك بعدة اشخاص ومبدأ عمله كالمنشار.
واضاف كنعان ان الاطباء مازالوا يجهلون تأثير هذه الاسلحة غير المعروفة مستقبلا والتي غالبا ستؤثر على الجينات الوراثية او تؤدي الى سرطانات قاتلة مبينا ان بعض المواد تدخل الى الجسم او تستنشق عبر الهواء وتؤدي الى نخور في الكبد ونزوف معوية وتخريب في جدران الاوعية الدموية.
وقال كنعان ان الفضائيات لم تكن تنقل الصورة الواقعية كما هي وان المشاهد غير الذي عايش الحدث إذا كان يحس برائحة الدم وبأنين الجرحى وعذاباتهم وبرائحة السموم المنبعثة من اجسادهم لافتا الى الثقة الكبيرة من قبل الفلسطينيين بالاطباء السوريين وبعلاجهم وخصوصا في تقييمهم الحالات المستعصية التي تستلزم مشافي خارج القطاع.
واشار الى ان الحالات التي كانت ترسل الى بعض الدول لم يكن علاجها مجانيا بل كانت السلطة في غزة تدفع التكاليف او الاونروا على خلاف ما روي في الفضائيات.
وحول الصعوبات التي عانوا منها لمنعهم من الدخول الى القطاع قال كنعان: هناك من حاول وضع العراقيل وإخافتنا من الموت او الاسر لكن الاطباء السوريين تحدوا ذلك بدافع الواجب الانساني والضمير الحي موضحا ان الدعم المعنوي والمادي الذي لاقوه من الحكومة قبل مغادرتهم الى القطاع اعطاهم حافزا كبيرا ليكملوا مسيرتهم كما ان الاستقبال والحفاوة التي احيطوا بها من الفلسطينيين حولت الخوف الى سكينة وحس بالمسؤولية.
واوضح كنعان ان اطباء عربا واجانب قرروا بعد توقف العدوان على غزة بيومين تشكيل رابطة الاطباء لنصرة غزة عالميا وسيتم تقديم الوثائق التي بحوزتهم الى المحافل الدولية والجهات القانونية وهم مستعدون للادلاء بشهاداتهم امام اي محكمة دولية على ان العدو الاسرائيلي استخدم اسلحة محرمة دوليا ضد النساء والاطفال.
من جهته اشار الطبيب احمد زيتون اختصاصي جراحة اوعية دموية الى الصمود والتنظيم الذي رآه في غزة رغم الدمار والتخريب والتشريد.
وقال زيتون وهو من اعضاء الوفد الطبي السوري الاول: ان العمل في مشفى الشفاء خلال العدوان كان على قدم وساق وكان التنظيم رائعا والتعاون بين العاملين لا مثيل له فالشعب الفلسطيني شعب منظم ومقاوم ورغم الدمار لا وجود للفوضى ولم اسمع اي طفل او امرأة تتذمر من المقاومة.
واضاف زيتون انه لم يكن هناك اي اثر للرصاص بل كلها اصابات بأسلحة محرمة دوليا من اليورانيوم المخصب والمشع والفوسفور الابيض واسلحة اخرى غير معروفة مبينا ان اسرائيل كانت تمنع دخول المساعدات الطبية الى المشافي وان الاطباء عانوا من نقص المستلزمات الطبية اثناء اجرائهم العمليات الجراحية.
وقال زيتون اعتقدنا بذهابنا اننا سندعم معنويات الشعب الفلسطيني في غزة فكان العكس فكنا نحن الذين ارتفعت معنوياتنا منهم مشيرا الى ان صمود غزة اعاد القضية الفلسطينية الى بدايتها واعاد جوهر النضال وعلم الشعوب ان طريق النصر لابد ان يمر بالمقاومة.
وقال الطبيب صفوان خرابا نائب نقيب اطباء سورية رئيس الوفد الطبي السوري الثاني المؤلف من 16 طبيبا والذي بقي 12 يوما في مشافي غزة عن فترة وجوده في القطاع انها تركت في ذاكرته صورتين صورة للدمار والقتل وصورة اخرى مشرفة للتضحية والمقاومة والصمود التي منعت رغم الدمار الهائل العدو الصهيوني من النيل من ارادة الشعب الفلسطيني.
واشار خرابا الى الضغوطات التي تعرض لها الوفد الطبي الثاني لمغادرة القطاع قبل اغلاق المعابر في 5 الشهر الجاري ومع ذلك اصروا على البقاء تضامنا مع اهل غزة.
واوضحت الطبيبة ثناء عباس عضو مجلس نقابة اطباء سورية وعضو الوفد ان الوثائق التي حملها اعضاء الوفد تشكل دليلا قويا على وحشية العدوان وتثبت انه استخدم اسلحة محرمة دوليا وسيعمل بكل طاقته لايصالها الى الجهات القانونية الدولية المعنية.
واكد الطبيب يوسف اسعد اختصاص جراحة عظمية وعضو الوفد الثاني انه رغم الدمار والخراب كان الشعب يعيش فرحة الانتصار مشيرا الى ان الوفد كان يقوم بعمل مكثف وقام بفتح عيادات ليلية مشيرا الى ان الشعب الفلسطيني يقدر مواقف سورية قيادة وشعبا.
وقال الطبيب اسامة يانس اخصائي تخدير وعضو الوفد الثاني: ان عزيمة الطفل والمرأة الفلسطينية اقوى من عزيمة الرجال وصمودهم لا يوصف رغم المعاناة التي يعيشونها والجوع والتشرد والدمار مبينا ان الوفد قسم الى فريقي عمل الاول في مشفى الشفاء في غزة والاخر في المشفى الاوروبي بخان يونس وكان في حالة استنفار دائم.
وقال يانس ان الاصابات كانت غريبة واول مرة تشاهد ومنها مازال يدرس حتى الان لمعرفة مسبباته.
واوضح الطبيب فراس خضر اخصائي جراحة عظمية ان الفريق السوري كان يستقبل الحالات غير الاسعافية والتي لم تكن المشافي اثناء الحرب قادرة على متابعة حالتها مشيرا الى ان 60 بالمئة من المصابين من النساء والاطفال وان استخدام الاسلحة المحرمة دوليا وتجريبها على اهالي القطاع ادت الى تشوهات هدفها بث الرعب والاحباط في نفوس المقاومين.
إلى ذلك اعرب الدكتور فاروق بديوي امين فرع اللاذقية لحزب البعث خلال لقائه الدكتور نبيل زمام احد افراد الفريق الطبي السوري الثاني العائد من غزة عن تقديره للجهود الكبيرة التي بذلها الفريق الطبي الذي تطوع للعمل في مشافي غزة اثر العدوان الصهيوني الغاشم الذي تعرض له ابناء الشعب الفلسطيني في القطاع و اهمية المشاركة الوجدانية والانسانية التي جسدها هذا الفريق.
وعبر زمام اختصاصي جراحة الاوعية عن اعتزازه بالحفاوة والتقدير الذي يكنه ابناء غزة لسورية قيادة وشعبا مستعرضا الجرائم البشعة التي ارتكبها الكيان الارهابي الصهيوني بحق الفلسطينيين واستخدامه اسلحة الابادة المحرمة دوليا التي فتكت باجساد الاطفال والنساء والمسنين مسببة اصابات غير معهودة .