ولكن قلة لا يعرفون أن رابطا قويا يربط بين إكليل الغار وسهم كيوبيد حسب الأساطير الإغريقية .
وحسب الأسطورة الإغريقية ،تعود قصة إكليل الغار إلى «أبولو» عندما كان يسير على ضفة أحد الأنهار، وقد لعب به الكبر والإعجاب بعد رجوعه من قتل حية الظلام،فرأى (كيوبيد ) يلعب بسهامه الصغيرة على ضفة النهر، فأخذ يفتخر عليه قائلا : اترك الأسلحة للأيدي القوية التي تستحقها أيها الطفل المدلل.
تألم كيوبيد لذلك القول و رد عليه: تستطيع أن ترمي بسهامك الأبطال يا أبولو، ولكن سهامي ستجد منفذا إلى قلبك، ثم طار إلى قمة جبل ( بارناسوس ) ليفتش عن صيدٍ له.
ورأى كيوبيد على قمة جبل «بارناسوس» إبنة إله النهر «دافني» وكانت بمثابة هدف صالح لرد كيد أبولو، وكانت دافني على قدر من الجمال حتى إن الأزهار النائمة كانت ترفع رؤوسها وتفتح أكمامها عند رؤيتها !
أخذ كيوبيد سهماً من الرصاص ورماها به؛ فكرهت الحب وخافت من المحبين، ثم أخذ سهماً من الذهب ورمى به أبولو فدخل الحب قلبه.
وقعت عينا أبولو على دافني وأحبها بالطبع لكنها هربت منه، فتبعها،فهو محب مفتون وهي تكره الحب بسبب سهم كيوبيد.
وظل أبولو يجِدُّ السير وراء دافني حتى كاد أن يدركها، فصرخت تستنجد بأبيها ،ودعت على نفسها قائلة :
افتح الأرض لتنطبق علي أو غير هيئتي، هذه الهيئة التي كانت وبالا وشؤما علي، وكانت السبب فيما أنا فيه الآن من خطر مهلك مميت.
وما كادت تنتهي من كلامها حتى تصلبت أعضاؤها، و أخذت قشرة رقيقة تحيط بها، وأصبح شعرها ورقاً وذراعاها أغصاناً، وغارت قدماها في الأرض جذورا، وصار رأسها رأس شجرة !
رأى أبولو أن حوريته انقلبت شجرة، و قال: بما أنك لن تكوني زوجتي وحبيبتي فكوني شجرتي المفضلة المحبوبة، وسأصنع من أغصانك تاجا أزين به رأسي، وعندما يتقدم الفائزون إلى سدة النصر تكونين تاجا من الغار على رؤوسهم، وكما أن الشباب الدائم من صفاتي فستكونين خضراء دائما ولن يذبل ورقك.
وصنع أبولو من ورق الغار تاجاً ولبسه إكراماً لحبيبته وذكرى دائما لحبها، و أمر أن تزرع شجرة الغار في هيكله، ولذلك كانت شجرة الغار ذات أغصان وارفة عند الإغريق.