القدس الآن وحتى عام 2020
شؤون سياسية السبت 31-12-2011 نبيل السهلي تستغل المؤسسة الإسرائيلية انشغال الإعلام العربي والدولي بالثورات العربية؛مندفعة باتجاه تنشيط الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وبشكل خاص في مدينة القدس ؛
حيث باتت تخطط للإطباق على المدينة وتهويدها بحلول عام 2020 ؛ و قد أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة إلى البدء في إنشاء 1800 وحدة استيطانية في مدينة القدس وفي أطواق تهويدية حولها .
و ترافق ذلك مع مخطط تهويدي إحلالي ضخم تم الإعلان عنه مؤخراً ؛يهدف إلى إقامة 70000 وحدة استيطانية بحلول العام المذكور والعمل على تهيئة الظروف المختلفة بما فيها المالية لجعل العرب المقدسيين أقلية لاتتجاوز نسبتهم 12 في المائة بحلول عام 2020.واللافت أن حكومة نتنياهو تسعى في تسابق مع الزمن إلى فرض أمر واقع استيطاني في مدينة القدس لمحاصرة آمال الفلسطينيين في إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف ؛ ولم تخف وزارة الخارجية الإسرائيلية عزمها على القيام بحركة دبلوماسية كبيرة لدعم تنشيط الاستيطان الإسرائيلي في الأراضي المحتلة كرد مباشر على قبول فلسطين كعضو كامل العضوية في اليونسكو ؛ وقبل ذلك ذهاب الفلسطينيين في أيلول الماضي إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف الكامل بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة .واللافت أنه ومع صعود نتنياهو إلى سدة الحكم في إسرائيل تجري محاولات إسرائيلية حثيثة لتطبيق سياسة سكانية مبرمجة لتهويد القدس خلال السنوات القادمة، وذلك في سياق سياسة ديموغرافية احلالية؛ اعتمدت أساساً على طرد أكبر عدد من العرب الفلسطينيين من المدينة بذرائع مختلفة، وجذب أكبر عدد من المهاجرين اليهود، والهدف من ذلك كله محاولة فرض الأمر الواقع الصهيوني، وتدمير حضارتها التي مازالت من أهم الدلالات على تاريخ الإنسان العربي فيها. وفي السياق ذاته، طبقت السلطات الإسرائيلية قوانين عنصرية جائرة على أهالي القدس وأرضهم، فمن جهة استخدمت قانون الغائب للسيطرة على أراضي المقدسيين المتواجدين خارج مدينة القدس، ومن جهة أخرى سعت السلطات الإسرائيلية إلى القيام بعملية إفراغ المدينة من خلال تطبيق قوانين سحب الهوية الإسرائيلية من المقدسيين الذين يقيمون لأكثر من عام خارج مدينة القدس، وكذلك هي الحال بالنسبة للعرب المقدسيين الذين استحوذوا على جنسيات أخرى في دول العالم، وتبعاً لذلك ثمة خمسون ألف مقدسي مهددون بسحب هوياتهم وطردهم والسيطرة على عقاراتهم وأرضهم. وفي سياق السياسات الإسرائيلية التهويدية في مدينة القدس، كثفت حكومة نتنياهو من مخططاتها لفرض الأمر الواقع التهويدي في مدينة القدس، فهناك مخطط للقيام بعمليات جرف وتدمير لآلاف المنازل لكسر التجمع العربي في داخل الأحياء العربية في مدينة القدس مثل: حي الشيخ جراح والعيزرية، ونتيجة تلك المخططات ثمة 35 ألف مقدسي مهددون هم الآخرون بالطرد إلى خارج مدينة القدس.وبعد استصدار القانون الإسرائيلي القاضي بتهويد قطاع التعليم العربي في مدينة القدس، وخاصة في المراحل الابتدائية والإعدادية، فإن شبح الترانسفير يلاحق 30 ألف فلسطيني من القدس للحصول على فرص التعليم في باقي مدن الضفة الغربية، وكانت إسرائيل قد طردت خمسة عشر ألف مقدسي خلال احتلالها للقدس الشرقية في عام 1967؛ وقبل ذلك تم طرد 60 ألف مقدسي في عام 1948 بعد ارتكاب مجازر مروعة في العام المذكور وفي المقدمة منها مجزرة دير ياسين في ضواحي القدس في نيسان من العام المذكور ؛ حيث ذهب ضحيتها أكثر من 235 شهيداً غالبيتهم من النساء والأطفال . ويمكن الجزم بأن فكرة يهودية الدولة التي تم الحديث عنها في المؤسسة الصهيونية مطولاً يتم ترسيخها على الأرض من خلال العمل بشكل متسارع في مدينة القدس أولاً .
|