عيســــى بعجـــــانو «هيشون» .. ستبقى في الذاكرة
منوعات السبت 31-12-2011 لمى يوسف رحل ليل أمس الفنان التشكيلي عيسى بعجانو الملقب بهيشون ليحتضنه تراب خربة هيشون في الحفة باللاذقية بعد أن عارك مع مرض عضال حاول أن يتغلب عليه بمشروعه الفني الذي رغب في أن يكون مولوداً مكتملاً قبل أن يخذله الزمن..
سعى الفنان لتكون اللوحة الواحدة لديه مركبة مما هو تجريدي، سريالي، وواقعي في الآن ذاته. فلوحته لم تكتسب حداثتها من الحداثة ذاتها القائمة في هذا العصر، إنما من خلال استقلاليتها وتميُّزها عن سواها من إبداعات الآخرين حسب ما صرح سابقاً للعديد من الإعلاميين.. ولد هيشون في اللاذقية عام 1953. وتعلم في مدارسها ولم تتركه لوحاته البسيطة حراً بل شكلت له دافعاً منذ الأول الثانوي لينتسب إلى مركز الفنون التشكيلية في مدينته، وبقي لفترة طويلة فيه، حيث بدأ بدراسة الرسم والنحت معاً، ونالت منحوتاته إعجاب الكثيرين من الاختصاصيين، ثم تخصص بالرسم فقط، وبدأ فن الرسم يسير به نحو التطور فأقام الكثير من المعارض داخل سورية وخارجها. أقام مجموعة من المعارض الفردية منها: العين حرية - قوارب هيشون - حيوانات هيشون - اهل القرى - حكاية جدار اللاذقية.. وشارك في الكثير من المهرجانات العربية والمحلية حيث قدّم عدة معارض عن حضارة أوغاريت وملاحمها وملحمة جلجام، ساهم في تأسيس عدة مجموعات تشكيلية مثل: مجموعة أوغاريت - مجموعة الأبابيل.. كما تطرق إلى حضارة بلاد الرافدين ضمن مجموعة أوغاريت التشكيلية في معرض مشترك مع الفنان سموقان، كتب القصة القصيرة والشعر، والدراسة الفنية والنقدية، وله العديد من الكتب المطبوعة والدراسات والأبحاث. من مؤلفاته: في القصة قصيرة- «شلال ولا قبر له» -«طائر هيشون» - «البنية المكانية و الفكرية» - دراسة لملحمة جلجامش- «ذاكرة الشكل» - دراسة في بنية الشكل والقيم الدلالية والذاكرية التي ينضح بها الشكل..
كان هيشون يلخص قوله من خلال مفهوم الشكل، وذاكرة الشكل، وتاريخ الشكل والفن، بالقول: المربع شكل، والشجرة شكل، والإنسان، والحرية، وهكذا فالشكل قد يكون قيمة بصرية. السفينة، الدائرة، الجبل... أو معنى: الشجاعة، الروح.. وذاكرة الشكل هي كل القيم التي ينضح بها الشكل، وتظهر أيضاً كقيمة بصرية: «السيارة شكل، والمحرك من ذاكرة هذه السيارة... وقد تكون معنى زيتونة لا شرقية ولا غربية... شكل يكاد زيتها يضيء، ولو لم تمسسه نار.. نور على نور... والشكل قد يكون وحدة مستقلة كرة بلور، وقد يكون وحدة مركبة السفينة ويشير البحث إلى مفهوم الذاكرة/البصمة الحديد، الذهب والذاكرة المولدة الإبداعية.
هيشون ضحكة اللاذقية الطيبة الحزينة ستبقى في الذاكرة فقد عربشت حكاياتك على جدران الحب.. وشعشعت ألوانك بأحياء مدينة الأبجدية...
|