وشددت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أمس على ضرورة توفير دعم متضامن على المستويين الدولي والاقليمي من أجل تنفيذ المهمات المطروحة أمام مراقبي الجامعة العربية مشيرة إلى أنها تقيم عملهم بشكل ايجابي في ظل نشاطهم الفعلي في مختلف المناطق السورية.
وقالت الخارجية الروسية انه يتضح من خلال التصريحات التي اطلقها رئيس بعثة مراقبي الجامعة محمد الدابي الذي زار مدينة حمص ان الموقف في هذه المدينة يبعث على الاطمئنان حيث لم تسجل أي اشتباكات هناك اضافة إلى أن جميع أعضاء البعثة يؤكدون قيام السلطات السورية بتقديم كل المساعدات اللازمة لهم.
وأشار بيان الخارجية الروسية إلى انه من الواضح أن عمل المراقبين العرب لا يزال في بدايته بعد ولذلك يتعين عمل الكثير ولاسيما في مجال الاتصال المباشر مع السكان داعية السلطات السورية إلى الاستمرار في تعاونها البناء مع البعثة وتوفير الظروف المناسبة لتنفيذ مهماتها طبقا للبروتوكول الموقع في القاهرة في التاسع عشر من كانون الاول الجاري بين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية.
ولفت البيان إلى أن العمل الايجابي الذي بدأته بعثة المراقبين العرب هو ما دعت اليه روسيا منذ البداية خلال اتصالاتها مع جميع بلدان المنطقة انطلاقا من ضرورة الحصول على معلومات موضوعية وغير متحيزة عما يجري في سورية.
من جهة ثانية أعرب أندريه كليموف النائب في مجلس الدوما الروسي الجديد عن حزب روسيا الموحدة الحاكم عن ادانته للاعمال التي ترتكبها المجموعات الارهابية المسلحة في سورية واستخدام ازدواجية المعايير في العلاقات الدولية .
وقال كليموف في حديث لمراسل سانا في موسكو امس ان العدوانية الانسانية تتجلى عندما يقوم البعض بالدعاية والاعلان قولا لقيم انسانية مجردة كالديمقراطية وحقوق الانسان وحرية التعبير ويتحدث عن انظمة استبدادية وضرورة تغييرها ولكنهم يقومون فعلا بارتكاب أعمال العدوان والعنف والقصف والتفجير واختطاف الرهائن ورعاية الارهابيين ودعمهم.
وأضاف البرلماني الروسي ان هذا ما يدبرونه وينفذونه اليوم في سورية وغيرها من بلدان الشرق الاوسط وشمال افريقيا متناسين أنه يمكن للاوضاع أن تنفجر أيضا في البلدان الغربية نفسها وعواصمها عندها سيعرفون ما هي العدوانية الانسانية ويجربونها على أنفسهم.
وانتقد كليموف التحريض الاعلامي محذرا من العواقب الوخيمة التي يسفر عنها هذا الامر عبر بعض قنوات التلفزة وغيرها ليس بالنسبة لسورية وحدها وهذا سيرتد على بلدان أخرى أيضا في العالمين العربي والاسلامي وهذه حقيقة لا تتطلب البرهنة.
وأعرب النائب في مجلس الدوما الروسي عن ثقته بأن الشعب السوري قادر بوعيه على الخروج من الازمة التي تمر بها سورية .
وفي حديث مماثل لمراسل سانا عبر اليكسي بيلكو المحلل السياسي من جامعة موسكو الحكومية عن اعتقاده بأن اختيار توقيت التفجيرين الارهابيين في دمشق لم يكن من قبيل المصادفة بل جرى التخطيط له ليتزامن فعلا مع وصول مراقبي جامعة الدول العربية الى سورية .
وأشار بيلكو الى ان هذا العمل الارهابي يدل على أن المعارضة المتطرفة في سورية تريد افتعال حرب أهلية عن طريق لجوئها الى السير على طريق الارهاب واستمرار الاعمال الارهابية.
وانتقد الباحث الروسي استخدام ازدواجية المعايير في العلاقات الدولية وقال في الوقت الذي تمارس فيه بعض البلدان ضغوطا على السلطات في سورية ترفض القيام بالتأثير على المعارضة واقناعها بالجلوس الى طاولة الحوار.
كما أكد بيلكو في هذا الصدد أهمية ممارسة ضغط دولي على المعارضة المتطرفة وارغامها على الحوار ونبذ الالعاب الخطيرة المحفوفة بخطر اندلاع حرب أهلية والانخراط في حوار وطني للخروج من الوضع الحالي.
وأشار المحلل السياسي الروسي الى أن بلاده تدعو وتعمل للتوصل الى حل في سورية لان زعزعة الوضع فيها سيعود بأصداء سلبية جدا على المنطقة بأسرها المتوترة بحد ذاتها ولذا فان روسيا تشجع جميع الاطراف على الحوار الوطني لحل الازمة السورية الداخلية دون اي تدخل من الخارج.
وأضاف ان روسيا ترفض أي عقوبات على سورية وأي حظر على ارساليات الاسلحة اليها معيدا الى الاذهان ما أكده فيتالي تشوركين مندوب روسيا الدائم لدى الامم المتحدة بأن فرض مثل هذا الحظر سيؤدي الى منع الاسلحة عن الحكومة السورية فقط مع استمرار ارسالها الى المعارضة واستمرار تمويلها من الخارج وهذا ما شاهدناه في ليبيا ولا تريد روسيا أن يتكرر هذا الامر في سورية أبدا .