ونقضه الاتفاقات الموقعة مع روسيا وإيران وتنصله من التزامات أستانا وسوتشي، إلى جانب قيامه بدعم وتدريب وتسليح الإرهابيين والقتال إلى جانبهم في جبهة إدلب، يكون رأس النظام التركي رجب أردوغان قد تجاوز كل الخطوط الحمراء التي توجب مساءلته ومحاكمته أمام المحاكم الدولية المختصة بتهمة مجرم حرب، حيث لم يترك موبقة يمكن أن ترشحه إلى لقب «أبي بلال الاسطنبولي» وذلك اقتداء بحليفيه الإرهابيين النافق أبي بكر البغدادي وأبي محمد الجولاني، فهذا السلطان الواهم أعطى دروساً لكل مجرمي العالم في كيفية « قتل القتيل والسير في جنازته»..!
فمنذ بداية الأزمة والحرب في سورية استثمر أردوغان في قضية اللاجئين وجعل منها حصان طروادة لتحصيل المكاسب من الاتحاد الأوروبي والضغط على الدولة السورية، في الوقت الذي لعب فيه الإرهابيون والمرتزقة الذين يتحالف معهم الدور الأكبر في دفع المدنيين السوريين لمغادرة قراهم وبلداتهم إما مختارين حضن وطنهم الأم سورية أو مضطرين للجوء إلى دول الجوار ومنها تركيا التي جهزت المخيمات منذ الأيام الأولى للأزمة بهدف الاستثمار بقضيتهم كأسوأ ما يكون الاستثمار السياسي.
من المعلوم أن «أبا بلال الاسطنبولي» يستخدم ورقة اللاجئين أو المهجرين السوريين باتجاهات مختلفة، فمرة يجند بعضهم لقتال أبناء بلدهم في أعماله العدوانية، ومرة يتذرع بهم للقيام باعتداءاته على السيادة السورية تحت عنوان «إعادتهم» لوطنهم، ومرة يستخدمهم في ابتزاز أوروبا للحصول على بعض المكاسب المالية، أو جر دول الناتو إلى حربه الإجرامية على سورية، لكنه لم يحقق أغراضه الدنيئة من هذا الاستخدام، حيث بات مكشوفاً للعالم ولم تعد خطاباته وتصريحاته المضللة تقنع أحداً أو تجدي نفعاً.
اليوم يجد الاسطنبولي أو الريزاوي نسبة لقريته نفسه مضطراً لتجرع الكأس المرة التي أراد أن يسقيها للآخرين فالمرتزقة والإرهابيون الذين سيندحرون على جبهة إدلب سيعودون إلى حضن أبي بلال، فإما يطلقهم نحو أوروبا وإما يتحولون إلى أفخاخ وألغام ينفجرون بين يديه عند كل استحقاق شأنهم شأن القاعدة التي انقلبت على أميركا بعد تحالف وتقاطع مصالح.