تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


يوميات امرأة عاملة

عين المجتمع
الاثنين9-3-2020
منال السماك

تخرج على عجل منذ الصباح الباكر، تراها متأنقة فتخالها قضت ساعات تعد نفسها لتبدو بأجمل طلة، تخطو خطواتها الواثقة غير متثاقلة ولا متثائبة، وكأنها كانت غارقة في نعيم نومها حتى أشبعت راحة، و لكن ما أدراك ما وراء هذه الأقنعة .. و حجم التعب الذي تخفيه تلك المساحيق ؟

إنها امرأة قررت أن تكون عاملة بمحض إرادتها لاستقلال مادي، وتمكن اجتماعي يجعلها حرة غير تابعة و لا مستغلة ، وقد تكون مضطرة تحت ضغط مادي يجعل التصفيق بيد واحدة شبه مستحيل ، فيكون العمل خارج منزلها قرارها للقيام بدور «سوبر ومن» وتحمل مسؤوليات جمة للمساعدة بالإعالة ، وأداء أدوار متعددة تجعل من المرأة العاملة امرأة المهام الصعبة ذات جدول الأعمال المرهقة .‏‏‏‏‏

مساحة الفراغ في يومياتها شبه معدومة، فاللهاث دائم و الساعات مزدحمة ، و الوقت كالسيف على رقبتها، إن لم تحسن إدارته واستغلاله يكاد يغدر بها، و يتركها فريسة للإحساس بالذنب و تقريع الضمير، وما بين عملها خارجا الذي يستهلك نصف يومها، ومهامها كربة بيت في النصف الثاني تقع في دوامة الإرهاق و الإجهاد الجسدي والنفسي.‏‏‏‏‏

هي لا تحتاج إلى التصفيق و التهليل كونها امرأة خارقة تحمل بكلتا يديها أثقالا ترهق كاهلها ، و لكنها بحاجة أكثر للتقدير و الثناء و المساندة الفعلية ، و ذلك بالاعتماد على النفس و مد يد العون من أفراد العائلة ، و تقسيم تلك المهام المنزلية التي تنتظرها فور وصولها للبيت ، كي لا تقع فريسة للإرهاق الجسدي و الاحتراق النفسي .‏‏‏‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية