إنها امرأة قررت أن تكون عاملة بمحض إرادتها لاستقلال مادي، وتمكن اجتماعي يجعلها حرة غير تابعة و لا مستغلة ، وقد تكون مضطرة تحت ضغط مادي يجعل التصفيق بيد واحدة شبه مستحيل ، فيكون العمل خارج منزلها قرارها للقيام بدور «سوبر ومن» وتحمل مسؤوليات جمة للمساعدة بالإعالة ، وأداء أدوار متعددة تجعل من المرأة العاملة امرأة المهام الصعبة ذات جدول الأعمال المرهقة .
مساحة الفراغ في يومياتها شبه معدومة، فاللهاث دائم و الساعات مزدحمة ، و الوقت كالسيف على رقبتها، إن لم تحسن إدارته واستغلاله يكاد يغدر بها، و يتركها فريسة للإحساس بالذنب و تقريع الضمير، وما بين عملها خارجا الذي يستهلك نصف يومها، ومهامها كربة بيت في النصف الثاني تقع في دوامة الإرهاق و الإجهاد الجسدي والنفسي.
هي لا تحتاج إلى التصفيق و التهليل كونها امرأة خارقة تحمل بكلتا يديها أثقالا ترهق كاهلها ، و لكنها بحاجة أكثر للتقدير و الثناء و المساندة الفعلية ، و ذلك بالاعتماد على النفس و مد يد العون من أفراد العائلة ، و تقسيم تلك المهام المنزلية التي تنتظرها فور وصولها للبيت ، كي لا تقع فريسة للإرهاق الجسدي و الاحتراق النفسي .