تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مجمع اللغة العربية في مؤتمره.. التجديد اللغوي بين الهدم والبناء

ثقافة
الجمعة 21/11/2008
فادية مصارع

محاور عدة تناولها الباحثون في اليوم الأول من المؤتمر السابع للغة العربية, فقد تحدث د. الباحث أحمد الضبيب من السعودية عن التجديد اللغوي بين الواقع والمأمول مبيناً أن هناك تجديداً هدفه الهدم وآخر هدفه البناء, لذلك اختلفت الآراء حول الكثير مما طرح من أفكار التجديد اللغوي وآلياته فقبل بعضها ورفض الآخر لاعتبارات متعددة.

بين الرفض والقبول‏

وبيّن د. الضبيب أن محاور التجديد اللغوي في العصر الحديث تمثلت في تجديد التغيير وهو يثور على اللغة في شكلها ومضمونها ويعد الفصحى أداة تخلف سواء في ذاتها أو في بعض مكوناتها الموروثة ويتجلى هذا النوع في هجر الفصحى إلى لغة أجنبية, وهجر الفصحى إلى العامية ثم تغيير حروف العربية وأرقامها إلى الحروف اللاتينية وهو من وسائل التجديد المدمر لأنها الخطوة الأولى للقضاء على العربية, ثم القضاء على ما يتبعها من مقومات اجتماعية وأدبية وسياسية نلوذ ونعتز بها ونعتبرها عماداً لنهضتنا.‏

والجدير ذكره أنه على الرغم من اختفاء الدعوة إلى هذا المشروع فقد لقي تطبيقاً جزئياً في العصر الحديث حينما طبع الشاعر سعيد عقل ديوانه ( يارا) بحروف لاتينية, وحين فرض الإعلام المعاصر استخدام الأرقام الافرنجية ضمن الكتابة العربية في كثير من الصحف والكتب والبرامج المرئية في التلفاز على نشازها كونها لا تتسق مع الانسيابية في الكتابة العربية.‏

تجديد التيسير‏

هذا النمط من التجديد يقول د. الضبيب يمثل جهود العلماء والمختصين من النحاة اللغويين الذين عكفوا على دراسة قواعد النحو القديم بهدف تيسيرها للناشئة, وقد بذلت في هذا المجال جهود فردية أهمها ما قام به د. شوقي ضيف وعرض على مجمع اللغة العربية وتمثلت في مقدمته لكتاب (الرد على النحاة) لابن مضاء الأندلسي وكتابيه ( تجديد النحو وتيسير النحو التعليمي قديماً وحديثاً) .‏

المأمول‏

يرى الباحث الضبيب أن المأمول من التجديد اللغوي وضع استراتيجية لغوية تعيد للعربية ألقها بين الناس وتنبع من إيمان عميق لدى السلطات السياسية والثقافية والاجتماعية مشيراً إلى أن اجتماعي القمة في الرياض ودمشق أعطيانا بارقة أمل في أن تلتزم الدول العربية بمبدأ الحفاظ على اللغة الفصيحة وترقيتها ولايتم ذلك إلا بوجود سياسة لغوية مرسومة ومنفذة من قبل حكومات هذه الدول التي تنص دساتيرها على أن اللغة العربية هي الرسمية للبلاد.‏

تجديد المعجم العربي‏

بدوره الاستاذ مروان البواب عدد أهم التقانات المستعملة في تجديد المعجم العربي, ومنها المكتبات الالكترونية والشاملة , والمكتبة الالكترونية المجانية ومكتبة صيد الفوائد إضافة إلى الموسوعات الالكترونية, كالموسوعة الشعرية والعربية العالمية ثم الكتب الالكترونية وخدمة المعلومات على الخط وأرشيف المعلومات ثم مواقع الصحف والمجلات, ولفت إلى أن وسائل الاتصال وتقينات المعلومات الحديثة توفر خدمة جليلة في تجديد المعجم العربي, وذلك بإتاحة الفرصة للباحثين لعقد اجتماعات ولقاءات وإجراء مناقشات فيما بينهم وكذلك تبادل الاراء والرسائل والملفات وكل منهم في منزله أو مكان عمله, ثم تحدث البواب عن أوجه الاستفادة من التقانات الحديثة في تجديد المعجم العربي.‏

رواد التجديد‏

وقد خصصت محاضرات للحديث عن شخصيات دعت إلى التجديد وتيسيير العربية وفي مقدمتهم أبو بكر الزبيدي الاشبيلي الذي حمل عنوان محاضرة د. عبد الكريم خليفة من الأردن.‏

فيما تحدث د. مكي الحسني عن الاستاذ يوسف الصيداوي الذي عكف ست سنوات على تأليف كتاب )الكفاف( وكان يعتبره كتاب العمر وهو يعيد صوغ قواعدالعربية مشيراً إلى أنه كان من المتوقع أن تتأثر المناهج والكتب المدرسية بهذا الكتاب غير العادي إذاكانت أمنية الكثيرين أن يتغير أسلوب تعليم قواعد اللغة, لكن يبدو أن قانون العطالة المعروف في الفيزياء والذي ينص على مقاومة الأشياء لتغيير حالها من حيث السكون والحركة نافذ في غير الفيزياء عند الخاضعين لقانون المجهود الأدنى.‏

أما د. عبد الإله نبهان فقد أفرد محاضرته للحديث عن الشيخ عبد القادر المغربي داعية التجديد اللغوي ورائد الإصلاح وأحد مؤيدي النهضة بعناصرها كافة وكان داعياً أيضاً إلى فتح باب الاجتهاد ومحارباً لمن يقول بسده لأن سده يعني تعطيل العقل.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية